للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونزل فى القلعة مؤيّدا منصورا، وكان أعظم الأيام قدرا، وأعطرها عند الأنام نشرا، وأظهرها فى وجه الزمان بشرا، بهذه النصرة العظيمة، والنظرة الوسمية، والكسرة التى لم ير مثلها فى الأزمان القديمة؛ فإن جيش التتار لم يجز هذه الديار بمثل هذا (١) الإكثار، ولا قصدها قبل هذه المدة فى بعض هذه العدّة (٢).

[ذكر ما قيل فى هذه الغزاة من الأشعار]

قال القاضى فتح الدين محمد بن عبد الظاهر، كاتب السرّ [المنصور] (٣)، وناظر ديوان الإنشاء [المعمور] (٤) يذكر الواقعة بقصيدة جامعة لأحوالها (٥)، [وهى] (٦):

الله أعطاك لا زيد ولا عمرو … هذا العطاء وهذا الفتح والنصر

هذا المقام الذى لو لم تحلّ به … لم يبق والله لا شام ولا مصر

من ذا الذى يلقى ذا العدوّ وكذا … أو يدّرع لامة ما لامها الصبر

يا أيها الملك المنصور قد كسرت … جنودك المغل كسرا ما له جبر

واستأصلوا شأفة الأعداء وان‍ … تصروا لما ثبتّ وزال الحوف والذعر

[٦٧٨]

يا عزمة ما رأى الراؤون مشبهها … ووقفة سار فى الدنيا لها ذكر


(١) «هذه» فى الأصل، والتصحيح من زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٧ أ.
(٢) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٧ أ.
(٣ و ٤ و ٦) [] إضافة من زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١١٧ أ.
(٥) «لأحوالها جامعة» فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>