حتى تحدّث معه بعض مريديه، فقال: إن هذا ملك كبير، وقد أتى من بلد بعيد يلتمس التبرّك بالشيخ والحديث معه، فلا بأس بالإذن له، فأذن له عند ذلك، فدخل إليه وسلم عليه، وكان الشيخ متبرقعا فلم يكشف له عن وجهه، ووضع بين يديه [٣٥١] مأكولا، فأكل منه، وجدّد إسلامه على يده، وعاد عنه إلى بلده.
ذكر بقيّة الحوادث:
منها: أنه وردت الأخبار من مكة، شرفها الله، بأن نارا ظهرت فى أرض عدن فى بعض جبالها بحيث أنه يظهر شررها إلى البحر فى الليل، ويصعد منها دخان عظيم فى أثناء النهار، فما شكّوا أنها النار التى ذكر النبىّ صلى الله عليه وسلم أنها تظهر فى آخر الزمان، فتاب الناس، وأقلعوا عما كانوا عليه من المظالم والفساد، وشرعوا فى أفعال الخير والصدقات.
ومنها: أن الشريف المرتضى وصل من الروم ومعه بنت علاء الدين كيقباذ صاحب الروم ملكة خاتون التى خطبها الملك الناصر يوسف صاحب دمشق، فزفت إليه بدمشق، ودخل بها، واحتفل لها احتفالا عظيما.
قال السبط: وتلقاها قضاة البلاد، والولاة، والنواب، بالهدايا والإقامات، من الروم إلى دمشق (١).
ومنها: أن الملك المنصور صاحب حماة ولّى قضاء حماة للقاضى شمس الدين إبراهيم بن هبة الله بن البارزى بعد عزل القاضى المحيى حمزة بن محمد.