للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأمير سيف الدين قطز بن الفارقانى، والأمير علاء الدين مغلطاى المسعودى، وأصحاب الأمير مظفر الدين أمير موسى، وأصحاب الأمير جمال الدين الطشلاقى وغيرهم، وأنهى إلى الأبواب الشريفة أنهم صافون، وعلى القتال عاكفون، وذلك على ظاهر تروجة، فسرنا سيرا حثيثا، فوجدناهم قد اتفقوا وافترقوا، فتبعناهم فانهزموا، وقصدوا جهة الليونة وغربى الإسكندرية، فأخذنا مواشيهم من الجمال والأغنام، وسقنا (١) إلى الباب الشريف، وأحضرنا هؤلاء العربان بالأمان، وقررنا قواعدهم، ونظمنا الصلح بينهم، وعدنا إلى الأبواب الشريفة، فتواترت الأخبار بحركة التتار (٢).

ذكر ورود القصّاد من بلاد الشرق:

وردت القصاد فى أوائل هذه السنة من بلاد الشرق وأخبروا أن قازان ملك التتار قد بلغه أن قفجق التحق بمصر إلى السلطان بمن معه من الأمراء، وسلم إليه دمشق، وخطب للسلطان صاحب مصر، وأبطل اسمه، فعز عليه ذلك، ورسم أن يجمع جيشه للعبور إلى الشام، وكان قد حنق على قفجق، وجمع المغول واستشارهم، فمنهم من أشار عليه بالركوب، ومنهم من قال له: ياخوند الذى حصل لك ما حصل لأحد من ملوك المغول حيث نصرت على عسكر ما عرف قط أنه انهزم من المغول، وقد بقى لك فى نفوسهم هيبة، وما فى الاستعجال فى الركوب إليهم فائدة، فربما يكون بعد الربح الخسران، ولا تأمن أن ينصروا


(١) «وسبقت» فى زبدة الفكرة.
(٢) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٢١ أ، ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>