للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علينا، والمصلحة أن تبعث إليهم رسلا فى ذلك وتطالبهم أن يحملوا لك مالا ويكون ذلك راحة للعسكر وحرمة للملك.

ثم تواترت مطالعات نواب الشام بأن التتار قاصدون البلاد، ووقع الجفل فى أهل البلاد إلى الديار المصرية، وتتابعوا من جميع الأعمال حتى ملأوا الأقاليم والنواحى، وضاقت بهم الأماكن، وعجز أكثرهم عن المساكن، وظن الناس أنهم يعدمون الأقوات، فوضع الله البركة فى الغلال، وأنزل الرخاء فى الأسعار، فكانوا كلما تكاثروا انحطت الأسعار حتى أبيع الأردب من القمح بخمس عشرة درهما (١).

وقال ابن كثير: وفى مستهل صفر وردت الأخبار بقصد التتار (٢) بلاد الشام، [٢٣٩] [وأنهم عازمون على دخول مصر (٣)] وانزعج الناس، وازدادوا ضعفا على ضعفهم، [وطاشت عقولهم وألبابهم (٤)] وشرعوا فى الهروب إلى مصر والكرك والحصون المنيعة، فبلغت الحمارة إلى مصر خمسمائة درهم، وأبيع الجمل بألف، والحمار بخمسمائة، وبيعت الأمتعة بأرخص الأثمان وأبخسها، وجلس الشيخ تقى الدين بن تيمية فى ثانى صفر بمجلسه فى الجامع، فحرض الناس على القتال، وتلا عليهم الآيات والأحاديث الواردة فى ذلك، وهى عن التسرع فى الحركة، ونودى فى البلدان لا يسافر أحد إلا بمرسوم، فتوقف الناس عن السير، وسكن


(١) هذا الخبر ملخصا عن زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٢١ ب، ٢٢٢ أ.
(٢) «التتر» فى البداية والنهاية.
(٣) [] إضافة من البداية والنهاية.
(٤) [] إضافة من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>