للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر اضطراب دولة الملك المظفر]

بتاريخ الخامس عشر من جُمادى الأخرى: قفز جماعة من الأمراء والمماليك السلطانية بالقلعة والقاهرة، مائة وستة وثلاثون نفرًا.

وقال بيبرس في تاريخه: تسحب من الديار المصرية إلى الكرك المحروس: سيف الدين انغيه (١) قفجاق أحد المماليك السلطانية، وسيف الدين طقطاي البساقى، وعلاء الدين مغلطاي القازاني، وتوجه معهم من المماليك السلطانية السكان بالقلعة والقاهرة مائة وستة وثلاثون نفرًا، وخرجوا طُلبًا واحدًا بخيلهم وهجنهم وغلمانهم، وتركوا بيوتهم وأولادهم وراءهم (٢).

وفي نزهة الناظر: لما ولى المظفر الملك بقي سلار هو الملك الظاهر بين الناس، والمظفر بيبرس من وراء حجاب، ففي يوم من الأيام دخل على المظفر أميران من أمراء مصر، أحدهما يسمى نُغَيْة والآخر مغلطاي، فباسا الأرض بين يديه وشكيا من ضعف أخبازهما، فقال لهما المظفر: اشكيا حالكما إلى سلار فهو أعلم بحالكما، فقالا: خلد الله ملك مولانا السلطان، أهو مالك البلاد أم مولانا السلطان؟ فقال: اذهبا إلى سلار، فخرجا من عنده وجاءا إلى سلار وأعلماه بما قال المظفر، فقال: والله يا أمراء بهذا الكلام أبعدكما، وأنتما تعلمان أن النائب ماله كلام مثل السلطان، وكان الأمير نُغيه فارسًا لا يُطاق، ومُرا لا يُذاق، فأقسم بالله لئن لم تغيروا خبزه ليقيمن شرًا يهرق فيه الدماء، ويُقام فتنة تهيج بين الأرض والسماء، ثم خرج من عند الأمير سلار وهو يدمدم، وفي الحال ركب سلار وطلع إلى المظفر بيبرس وحدثه بما جرى له مع نغيه ومغلطاي القازاني، وقال: هذا نُوغيه يصدق فيما يقول لأنه قادر على إثارة الشر، والمصلحة قبضه وحبسه في


(١) أنغاي قبجق السلحدار: في كنز الدرر ٩/ ١٦٧.
وهو: نوغاي المنصوري الجمدار، سيف الدين، توفي سنة ٧١٠ هـ/ ١٣١٠ م، الدرر الكامنة ٥/ ١٧١ رقم ٤٩٥٣، وينظر ما يلي.
(٢) ينظر زبدة الفكرة ٤١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>