يذكر الأفرم، وقال يا خوند: هذا الرجل من أكابر الأمراء الصالحية، وهو خشداش الشهيد الملك المنصور والد مولانا السلطان، وله شهرة بالشجاعة والرأى والتدبير، فعند ذلك أمر بإخراجه، فتبادرت الأمراء إلى السجن، فأخرجوه ومشوا فى خدمته إلى أن خلع عليه السلطان وأكرمه إكراما عظيما، ثم أخرج بقية الأمراء.
ثم أن كتبغا لما عاد إلى مجلس النيابة قبض على الأمير ركن الدين بيبرس الجاشنكير، وسيف الدين برلغى الأشرفى، والأمير بورى السلحدار، واللقمانى، والأمير مغلطاى المنصورى، والأمير قرمحى، وجماعة آخرين ممن كانوا يعلمون أنهم من البرجيه والأشرفية، فقيدوهم وسفروهم إلى إسكندرية، وكان ذلك فى العشر الأخير من صفر من هذه السنة.
[ذكر عود القاضى تقى الدين بن بنت الأعز إلى القضاء]
وقد تقدم ذكر عزله، وما اتفق له بعد ذلك مع الوزير ابن سلعوس، وكان قد تولى عوضه بدر الدين بن جماعة، وبقى تقى الدين بطالا، ولما قرب أوان الحج قصد الحجاز وقضى أمره إلى [أن](١) أتى مدينة النبى صلى الله عليه وسلم، وكان قد سبق من مكة بأيام، وأقام فى الحجرة النبوية، وقد صنف قصيدة مدح فيها النبى عليه السلام والتزم أن لا ينشدها إلا وهو واقف على باب الحجرة مكشوف الرأس، وكان ينشدها ويكثر الاستعانة على من ظلمه والتزم أن لا يرجع حتى يسمع بما يسره، ويعلم أن حاجته قد قضيت، وهى قصيدة طويلة منها قوله: