للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأمير ركن الدين بيبرس، ثم بقية الأمراء أولا فأولا ومماليكهم وغلمانهم، وكذلك أجناد الحلقة، وبيد كل واحد قفة أو مخلاة من التراب أو الحجر أو غير ذلك فيرميه فى الوحل حتى تمشى الدواب عليه.

وهم فى ذلك إذ وصل مملوك من نائب حلب ومعه اثنان من الناصحين، وأخبروا أن قازان ركب بجيشه إلى أنطاكية، ثم إلى جبل السماق ورجع إلى قرون حماة وأرض شيزر، ونهب وسبى خلقا كثيرا، وأخذ مواشى كثيرة للتركمان وأهل البلاد، وأن صاحب سيس بذل له مالا عظيما فى شراء أسرى كثيرة من المسلمين، وأنه صمّم على عبوره الشام، فأرسل الله على جيشه أمطارا عظيمة وثلوجا لم يعهدوا مثلها قبل ذلك، ومع ذلك وقع الفناء فى خيولهم، وكان الفرس منهم يصيبه البرد وينزل عليه الثلج فيقع على الأرض، ثم لا ينتفع به بعد ذلك، وحكوا أن قازان كان معه خصوصا اثنى عشر ألف رأس من الخيل دشار، فلم يبق منها إلاّ مادون الألف، وأنه لما رأى ذلك استشار أمراءه فى (١) الرجوع، فرجعوا فى أسوأ حال، وتفرق عسكره، ورآه يردف بعضهم بعضا، فلما سمع السلطان والأمراء ذلك اقتضى رأيهم أن يجردوا بعض المقدمين بمضافيهم إلى حلب لأجل تطمئن البلاد ولسمعة العدو بأن عسكر مصر قد وردوا للقائهم، فعينوا الأمير سيف الدين بكتمر السلحدار ومضافيه، والأمير بهاء الدين يعقوب ومضافيه، وأشاروا برحيل بقية العساكر إلى مصر.

[ذكر عود السلطان إلى مصر]

ثم رحل السلطان ببقية العسكر وتوجهوا إلى مصر، فوصل السلطان إلى


(١) «أمرائه» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>