للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعمره يومئذ حول عشر سنين، وكان يميل إلى اللهو واللعب لصباه، وقام الأمير سيف الدين قطز المعزى بأتابكيته وتدبير دولته، وكان ذا بأس وشهامة، وحزم وصرامة، فأمسك الصاحب شرف الدين الفائزى وعزله عن الوزارة، واحتيط على أمواله، وأسبابه، وذخائره. وكان مثريا من المال، وله ودائع كثيرة متفرقة، فتتبّعت واستخرجت من أربابها وحملت، واعتقل ثم قتل.

وسبب قتله أنّ والدة الملك المنصور هذا كانت مجفوّة من زوجها الملك المعز، وكان قد اتخذ سرارى وصيّرهن عند الوزير، فنقمت عليه، وسأل أن يبذل عن نفسه مالا فلم ترض إلا بقتله، واستوزر بعده الصاحب زين الدين يعقوب (١) بن الزبير.

ذكر وفاة السلطان علاء الدّين كيقباذ الصغير بن السلطان كيخسرو ابن السلطان علاء الدين كيقباذ:

مات فى هذه السنة بمدينة أرزنكان (٢)، وكان توجه إلى خدمة منكوقان ابن طلو خان بن جنكز خان من قونية قاصدا الأرد، وسار فى خدمته الأمير سيف الدين طرنطاى، صاحب أماسية، وكان من أكابر أمراء الدولة، وحده، وكان يلقب بكلار باكى، يعنى أمير الأمراء، وشجاع الدين، ومحسن ملك


(١) هو يعقوب بن عبد الرفيع بن زيد بن مالك، الصاحب زين الدين الأسدى الزبيرى، توفى سنة ٦٦٨ هـ‍/ ١٢٦٩ م - المنهل الصافى.
(٢) أرزنكان: بالفتح ثم السكون وفتح الزاى: من قرى فارس - معجم البلدان.

<<  <  ج: ص:  >  >>