للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولما بلغ السلطان الملك المنصور ذلك أرسل إليه جيشا كثيفا على ما نذكره عن قريب، وقد ذكرنا فى السنة الماضية أن المنصور قد أرسل الأمير عز الدين الأفرم فى عسكر ليرهب بذلك الجماعة الذين بالكرك، وأن سنقر الأشقر أرسل أيضا طائفة من العسكر وتقاتلوا على غزّة، فانكسر عسكر الشام ورجعوا منهزمين إلى سنقر الأشقر، ثم أن سنقر الأشقر تجهّز وخرج بنفسه (١).

[ذكر خروج شمس الدين سنقر الأشقر الملقب بالملك الكامل من دمشق بعسكره لقتال العسكر الذين خرجوا من مصر من عند السلطان الملك المنصور قلاون]

ولما تجهّز الكامل خرج من دمشق، ونزل بظاهرها، وكاتب الأمراء الذين بغزة يستميلهم إليه، وأعطى كلا منهم قلعة من القلاع، ووعدهم وعودا تمتدّ إلى مثلها الأطماع، وأنفق فى العسكر الذين معه.

وأما السلطان الملك المنصور فإنه جرّد من الديار المصريّة الأمير علم الدين سنجر الحلبى، والأمير بدر الدين بكتاش الفخرىّ أمير سلاح، ومعهما عسكر، فوصلا إلى غزّة واجتمعا بالأميرين اللذين بغزّة وهما الأمير عز الدين الأفرم والأمير بدر الدين الأيدمرىّ، وتكاثر العسكر وتعاضدوا، وسار الأمير علم الدين الحلبىّ بهم طالبا دمشق، فوصل إلى الكسوة ورتّب الأطلاب وتقدّم،


(١) انظر ما سبق ص ٢٣٤ - ٢٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>