للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فوجد شمس الدين سنقر الأشقر فى عساكر الشام مطلّبا واقفا على الجسورة، فالتقى الجمعان والتحم القتال، فساق الأمير علم الدين الحلبى على سنقر الأشقر، فلما صدمه هزمه، فتوجه طالبا [طريق] (١) الرحبة ومعه شرف الدين عيسى بن مهنّى وكانت هذه الكسرة فى تاسع عشر صفر من هذه السنة.

ونزل الأمير علم الدين الحلبىّ [٦٥٥] ظاهر دمشق، وتسلمها، وأنزل الأمير علاء الدين كستغدى الشمسى فى قلعتها، وكان السلطان الملك المنصور لما فوض نيابة الشام إلى سنقر الأشقر فوض أيضا نيابة قلعة دمشق إلى حسام الدين لاجين السلحدار أحد مماليكه، فلما جلس سنقر الأشقر فى السلطنة قبض عليه واعتقله، واعتقل معه الأمير ركن الدين بيبرس العجمى الجالق، لأنه لم يحلف له فيمن حلف من عسكر الشام، فأفرج عنهما بعد كسرته، واستقر الأمير حسام الدين لاجين المنصورى نائب السلطنة بدمشق، وكتب الأمير علم الدين الحلبى إلى السلطان بالنصر، وأرسل إليه من حصل من الأمراء فى الأسر، فعاملهم السلطان بالعفو الجميل، وأعطاهم الحوائص الذهب، والخيول العربية، وتعابى القماش الملوكية حتى لقد حمدوا عاقبة نفاقهم لأنه كان سببا لصلة أرزاقهم، فكانوا كما قيل:

وسعت عواطفك الجناة بأسرهم … وأفلت كلاّ منهم عثراته

وجزيت مرتكب الإساءة منهم … الحسنى فأصبح شاكرا زّلاته


(١) [] إضافة التوضيح من زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ١٠٣ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>