للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هلاون، وأرسلت إليه نشابا بلا ريش، وقباء بلا بنود، وبعثت تقول له:

قد فرغ الكاشن من النشاب، وخلا القرنان من القوس، فتحضر لتتسلم الملك،

ومعنى (١) هذه الرسالة: إنه لم يبق ممانع ولا مدافع، ثم سارت فى إثر الرسول تقصد اللحاق بهلاون وإحضاره إلى بلاد الشمال.

وكان (٢) أول من دخل البلاد الشماليّة ومملكتها من أولاد جنكز خان دوشى خان، واستقر بها إلى حين هلاكه، فملكها بعده ولده باطو خان، ثم ملكها بعده ولده (٣) الثانى صرطق، فلما عزمت براق شين على ذلك، بلغ القوم ما أرادته، فأرسلوا فى إثرها، وأعادوها كارهة، وغرقوها جزاء بما فعلت.

[ذكر جلوس بركة فى المملكة]

ولما جرى ما ذكرنا، جلس بركة خان فى كرسى المملكة، وبركة خان هذا هو ابن باطو خان بن دوشى خان بن جنكز خان، ولما ملك البلاد أسلم وحسن إسلامه، وأقام منار الدين، وأظهر شعائر المسلمين، وأكرم الفقهاء [٣٥٠] والعلماء، وأدناهم، وأبرّهم، ووصلهم، واتخذ المساجد والمدارس بنواحى مملكته، وأخذ بالإسلام جلّ عشيرته، ونفذ أمره، وامتدّت أيامه، وأسلمت زوجته حجك خاتون، واتخذت لها مسجدا من الخيم (٤) يحمل معها حيث اتجهت، ويضرب حيث نزلت، وكان من شأنها وشأن زوجها ما سنذكره إن شاء الله تعالى.


(١) «وهى» فى الأصل، والتصحيح يتفق وسياق الكلام.
(٢) «فكان» فى الأصل.
(٣) المقصود ولد دوشى خان - انظر ما سبق.
(٤) «من الخيام» نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>