وقال صاحب النزهة: لما وصل القاصد إلى السلطان والأمراء، وأخبرهم بأن قازان مجتهد على دخوله البلاد، وقع انفاق الأمراء مع السلطان على أنه لا بدّ من تجريد عسكر ويكون صحبتهم أمير كبير يشار إليه فى الأمور، فإن فيه إرداعا للعدو وتطمينا للإسلام وأهل القلاع والنواب، ويكونون مقيمين فى دمشق، فإن وجدوا حركة قازان صادقة كتبوا إلى مصر فيخرج السلطان بمن بقى من الأمراء والعساكر، وإن كان قازان يبعث من يختاره من جنسه، ورأى نائب الشام والأمراء أن يلاقوهم بجميع عسكر الشام، فالرأى رأيهم [٢٧٢] فى ذلك، وإن بلغهم أن عسكر قازان كثيرون يتأخرون قدامهم منزلة بمنزلة إلى أن يدركهم السلطان مع العسكر، وما نهضوا من المشورة حتى وقع اتفاقهم على تعيين أمراء للتجريدة.
[ذكر من جرد من الأمراء ومن مضافيهم إلى الشام]
قال بيبرس فى تاريخه: جرّد الأمير ركن الدين بيبرس أستاذ الدار، والأمير حسام الدين لاجين الرومى أستاذ الدار، والأمير سيف الدين طغريل الإيغانى، والأمير سيف الدين كراى المنصورى السلحدار، والأمير شمس الدين سنقرجاه المنصورى، وجامع هذا التأليف - وأراد به نفسه بيبرس الدوادار - قال: فكنا ستة من مقدمى الألوف، وجماعة المضافين من الأمراء والمقدمين، فرحلنا من مسجد التبر فى الثامن عشر من رجب الفرد من هذه السنة، وسرنا على
(١)«النبن» فى زبدة الفكرة.
مسجد النبر: يقع هذا المسجد خارج القاهرة قريبا من المطرية، ويعتبر موضعه المنزلة الأولى فى الطريق إلى الشام، وتسميه العامة مسجد التبن، وهو خطأ، وتبر هذا أحد الأمراء الأكابر فى أيام الأستاذ كافور الإخشيدى - المواعظ والاعتبار ج ٢ ص ٤١٣.