للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

النواب بالبلاد الحلبية مخبرة بأن قطلوشاه نائب قازان قد تحرك إلى جهة الفرات، ويخشى من تقدمه إلى هذه الجهات، وأنه قدّم بين يدى قدومه كتابا محشوا من خبثه ولؤمه مضمونه ما معناه أن بلادهم فى هذه السنة قد أمحلت، وأراضيهم من الأعشاب والمراعى خلت، وأن التتار على عزم الانتشار لارتياد المروج والأماكن التى توجد بها المرعى ويروج، وربما وصلت منهم طائفة إلى صوب الفرات لأجل قصد الأعشاب، فيحصل بهم الإرتياب، وليس قصدهم سوى الانتجاع والنزول بهما صادفوا به خصبا من تلك البقاع، فإذا سمع أهل البلاد الحلبية وسكان الأعمال الفراتية باقترابهم لا يبرحون من أماكنهم ولا ينزحون من مواطنهم، فلا بأس عليهم وليس ثمّ تعرض إليهم، فعلم أن هذا الكلام عين الخداع، ولم يلج القلوب ولا الأسماع.

ثم تواترت الأخبار بقدوم التتار، وأنهم جاسوا خلال الديار، وقدمت طائفة منهم من جهة الرحبة، ووصلت إلى دير بسير، وجاءت طائفة على مرعش، فجفلت الرعية من البلاد الحلبية، وحصل التأهب والاهتمام، وبرزت المراسيم السلطانية بالاستخدام، وأن كل أمير [من الأمراء (١)] بمصر والشام يستخدم نظير الربع من عدته ويضيفهم إلى جماعته، وقرّر على أهل البلاد من الحواضر والبواد خيّاله يقومون بها من أموالهم، ويقيمونها من أحوالهم، واتفقت الآراء عند الاجتماع فى المشاورة على تجريد مقدّمة من العساكر تقوية لجأش أهل الشام، وتثبيتا لجيوشه على المقام إلى أن يتضح الحال ويزول الإشكال (٢).


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) انظر زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٣٣ ب - ٢٣٤ ب، التحفة الملوكية ص ١٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>