للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تغبطنّ وزيرا للملوك … وإن أناله الدهر منها فوق همته

واعلم بأن له يوما تميد به … الأرض الوقور كما كانت لهيبته

هودا وهو أخو موسى الشقيق … له لولا الوزارة لم يأخذ بلحيته

فلما وقف عليه طواه ولم يطلع أحدا عليه، وبعد أيام قام الأمير بدر الدين بيدرا والشجاعى فى حق التقى توبة وعرفوا أن لهذا خدمة كبيرة على الأمراء المتقدمين فى خدمة الشهيد، وأنه قديم الهجرة، وما زالوا به إلى أن رسم بالإفراج عنه، وعن بقية المباشرين، وسكن ابن السلعوس عن الدماشقة بعد ذلك.

ذكر القبض على أرجواش (١) متولى قلعة دمشق:

وكان السبب لذلك أنه كان من المماليك المنصورية، معروفا، بينهم بالفروسية والشجاعة، وكان قد أصيب بسهم فى عينه، فبقى بفرد عين، وكان لا يعرف له مزح ولا لعب، ولم يكن أحد من خشداشيته يقدر على المزح معه، وكانوا عرّفوا الأشرف خلقه ووسوسة طبعه وتفرده عن الناس، وحكوا له عنه حكايات، وكان يوما واقفا بين يدى السلطان، فأراد السلطان أن يفتح معه باب المزح، فأشار إلى أحد من خاصكيته أن يقف خلف أرجواش ويدس يده فى مخرجه؛ ففعل ذلك، فالتفت إليه أرجواش ولكمه وأرمى كلوتته، وحط يده


(١) هو أرجواش بن عبد الله المنصورى، المتوفى سنة ٧٠١ هـ‍/ ١٣٠١ م - المنهل الصافى ج ٢ ص ٢٩٤ رقم ٣٥٨.
وورد اسمه «سنجر بن عبد الله المعروف بأرجواش المنصورى، الأمير علم الدين، النجوم الزاهرة ج ٨ ص ١٩٨، تاريخ ابن الفرات ج‍ ٨ ص ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>