للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قصد بذلك إصلاح أرزاق الجند، فرجعه عن قصده، ونقص أخبازهم، وتولى تفريقها، وكان يجلس فى شباك دار النيابة ويفرق المثالات، وهو مولى الوجه، ظاهر الغضب « ...... » (١) فلم يكن أحد يجسر أحد (٢) على كلمة بين يديه من خير أو شر.

وكان السلطان قد كبّر كرجى وقرّبه، وجعله مقدما على المماليك السلطانية، وكان كلما حضر عند منكوتمر من عند السلطان فى رسالة لا (٣) يأخذها منه بقبول، ويولى وجهه عنه، فإذا جاوبه، جاوبه بكلام غليظ منكر. وما سمع أنه دخل إليه فى شفاعة وقبلها منه، ومازال يسعى عليه وعلى طقجى إلى أن وافق السلطان على إخراجهما إلى الشام، فوقفت الأمراء ومنعوه من ذلك، كما ذكرنا، (٤) وكان قصده إبعاد هؤلاء من عند السلطان، وإنشاء قوم من حاشيته وجهته.

وكذلك كان قصده فى نواب البلاد، فأوقع ذلك فى قلوبهم حزازات لا يحصى عددها، ونارا تتلظى ولا يسكن وقودها، ولا يمكن خمودها، حتى جرى ما جرى.

[ذكر تدبير كرجى]

ولما جرى ما ذكرناه من قتل السلطان، ونائبه منكوتمر إجتمعت الأمراء للمشورة والتحدث فى الأمور بينهم لسيف الدين طقجى، وسيف الدين كرجى، وأول ما بدأوا فيه أن سيروا البريد إلى الشام وحلب، وكتبوا إلى النواب عما


(١) « ...... » كلمتان مطموستان
(٢) هكذا بالأصل، كلمة «أحد» مكررة.
(٣) «لم» فى الأصل.
(٤) انظر ما سبق ص ٤٢٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>