للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه الدخول فى الطاعة، ووعده بالإحسان، فلم يقبل، فجهز إليه جيشا وقدم عليه الأمير جمال الدين المحمدى، فسار إليه والتقيا، فكسره البرلى وأسره ومن معه، فأما الأمراء فأعطى لكل أمير منهم فرسا واحدا، وأما الأجناد فإنه تركهم رجالة وأطلقهم، فحضروا إلى السلطان، وهم على هذه الحال، فعدل عن مقاتلته إلى مخاتلته، فأرسل إليه يعده الإحسان ويستجلبه بصوغ اللسان.

[ذكر الأمور المزعجة]

منها: أن فى ربيع الأول من هذه السنة وردت الأخبار من ناحية عكا أن سبع جزائر فى البحر خسف بها وبأهلها، بعد أن أمطرت عليهم دماء عدة أيام، وهلك منهم خلق كثير قبل الخسف، وبقى أهل عكا لابسين السواد، وهم يبكون ويستغفرون من الذنوب على زعمهم.

ومنها: أنه خرج على الغلال بأرض حوران وأعمالها والجولان وأعمالها فأر عظيم أكل الغلات، فكان الذى أكله ثلاثمائة ألف غرارة قمح غير الشعير، وأبيعت الحنطة فى هذه السنة المكوك (١) منها بأربعمائة درهم، واستأصلت الفرنج أموال المسلمين فى ثمن الغلال.

قلت: وقع فى صعيد مصر فى سنة خمس وسبعمائة مثل ذلك، وكان مباشروا شونة أم القصور باتوا بها ليلة لأجل الفأر خوفا على الغلة، فباتوا يقتلون فى الفأر


(١) المكوك: بفتح الميم وتشديد الكاف المضمومة ثم الواو الساكنة بعدها الكاف: مكيال لأهالى العراق، يختلف مقداره باختلاف اصطلاح الناس عليه، والمشهور أنه صاع ونصف، ويتراوح وزن الصاع عند الفقهاء من ٢٩٦ و ٣ كجم عند الحنفية إلى ١٧٥ ر ٢ كجم عند الشافعية والحنابلة والمالكية - النقود الإسلامية ص ١٠٧، الإيضاح والتبيان ص ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>