يا أكرم الثقلين بل يا سيّد الكونين … دعوة موقن بك مهتدى
إنى بلغت القوم خير وسيلة … يدنو بها منّى مناى ومقصدى
إذ جئت نحوك زائرا ومسلما … ووقفت وقفة سائل مسترفد
وهى نحو مائة بيت، ولم يزل ينشدها ويستغيث إلى أن رأى فى نومه أن حاجته قضيت؛ فركب مع الركب، وعند وصوله العقبة حضر من عرّفه بقتل السلطان الأشرف وابن سلعوس الوزير وتغيير الدولة وسلطنة الملك الناصر، فلما وصل إلى مصر تكلمت الأمراء مع السلطان [٩٦] فى عوده إلى القضاء، فولاه (١) ونقل بدر الدين بن جماعة إلى ولاية القضاء بدمشق.
قال صاحب النزهة: أخبرنى الشيخ فتح الدين بن سيد الناس أنه يوم تولى كان يوما مشهودا، وأنه دخل للسلام عليه فسمعه يتمثل بقول الشاعر:
وكانت لنا جيرة صالحون … وجيران سوء فما خلّدوا
أديرت على الكل كأس المنون … فمات الصديق ومات العدو
[ذكر تولية الوزير تاج الدين بن حنا]
وفى صفر بعد موت الوزير ابن سلعوس اقتضى رأى الأمراء مع السلطان على وزير يدبر الدولة بعد الشجاعى، فاتفق رأيهم على الصاحب تاج الدين بن حنا، فطلب إلى مجلس السلطان وسألته الأمراء، فتمنع، فلم يقبلوا تمنعه، وخلع عليه وباشر الوزارة.