للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجلسته إلى جانبها على السّرير، فحضر بيجو من الصيد، فهمّ الخطيب بالقيام ليلتقيه فمنعته المرأة وقالت: أنت قد صرت حموه وهو يريد يجئ إليك ويخدمك.

فلما دخل بيجو إلى خيمته قالت له: هذا قد صار أبى، فجلس بيجو دونه وأكرمه، وقال لزوجته: أنا عاهدت الله أننى إذا أخذت قونية وهبتها لك.

قالت: وأنا وهبتها لأبى هذا، ثم أمر بفتح أبواب المدينة وآمن أهلها، ورتّب على كل باب شحنة لحفظهم من التتار، ورسم أن لا يدخلوها إذا كانت لهم حاجة إلا خمسين نفسا، خمسين نفسا، لقضاء حواجهم، ثم يخرجون، فلم يتعرضوا لأحد من أهلها بأذيّة، فكان ذلك من ألطاف الله الخفيّة (١).

[ذكر بقية الحوادث فى هذه السنة]

منها: أنه حصلت وحشة بين البحريّة الصالحيّة وبين الملك الناصر يوسف، فخافوه وخافهم على نفسه، ففارقوه وخرجوا من دمشق.

وقال المؤيد: وفى هذه السنة نقل إلى الناصر يوسف أن البحرية يريدون أن يفتكوا به، فاستوحش خاطره منهم وتقدّم إليهم بالانتزاح عن دمشق، فساروا إلى غزة (٢).

وقال بيبرس: خرجوا ووصلوا نابلس، واتفقوا على التوجّه إلى الملك المغيث بالكرك، فتوجّهوا إليه وهم: الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارى، والأمير سيف الدين قلاون الألفى، والأمير سيف الدين بلبان الرشيدى، وغيرهم،


(١) انظر نهاية الأرب ج‍ ٢٧ ص ٣٥٠ - ٣٥٢.
(٢) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ١٩٢ - ١٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>