للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكرمهم الملك المغيث وقبلهم وبرّهم ووصلهم، وإلتمسوا منه المساعدة على قصد الديار المصريّة وإمدادهم بعسكر لتصير لهم يد قويّة، فسيّر معهم عسكره حسبما سألوه، فساروا فى نحو ألف فارس، وبلغ الخبر الأمير سيف الدين قطز والأمراء المصريين، فجرّدوا عسكرا إلى الصالحيّة.

وقال المؤيد: إلى العباسة، ووصل من البحرية جماعة مقفزين إلى القاهرة، منهم الأمير عز الدين الأفرم، فأكرموه وأفرجوا عن أملاكه (١).

فلما كان ليلة السبت الخامس [٣٨٦] والعشرين (٢) من ذى القعدة أقبلوا إليهم واتفقوا معهم، فانكسر البحرية ومن معهم من العسكر الكركى، وأسر الأمير سيف الدين قلاون الألفى، والأمير سيف الدين بلبان الرشيدى، وقتل الأمير سيف الدين بلغان الأشرفى، وانهزم الباقون، وعادوا إلى الكرك وهم خائبون.

قال المؤيد: انهزم عسكر المغيث والبحريّة وفيهم بيبرس البندقدارى الذى تسلطن بعد ذلك (٣).

ولما حصل الأمير سيف الدين قلاون فى الأسر ضمنه الأمير شرف الدين قيران المعزّى، وهو يومئذ أستادار السلطنة، فلم يعرض أحد إليه، وأقام بالقاهرة مدة (٤) يسيرة، ثم تسحّب واختفى بالحسينية عند شمس الدين قطليجا الرومى، وقصد اللحاق بخوشداشيته، فزوده (٥) وجهزه وسار إلى الكرك.


(١) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ١٩٣.
(٢) «يوم السبت خامس عشر ذى القعدة» فى السلوك ج‍ ١ ص ٤٠٦.
(٣) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ١٩٣.
(٤) فوق هذه الكلمة فى الأصل «برهة».
(٥) «فزودوه» فى الأصل، والتصحيح يتفق مع السياق.

<<  <  ج: ص:  >  >>