للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إعادة أهل الذمة إلى لبس العمائم البيض بالعلائم، وأنهم قد التزموا للديوان بسبعمائة ألف في كل سنة زيادة على الخالية، فسكت الناس، وتكلم ابن تيمية كلامًا عظيمًا، ورد على الوزير مقالته، وجعل السلطان [يتلافاه] (١) ويسكته وهو يبالغ في التشنيع على من يوافق على ذلك، وقال للسلطان: حاشاك أن يكون أول مجلس جلسته في أبهة الملك تنصر فيه أهل الذمة، فذكر أن الجاشنكير هو الذي جدد عليهم ذلك، فقال: والذي فعله الجاشنكير كان من مراسيمك لأنه إنما كان نائبًا لك، فأعجب السلطان ذلك، واستمر بهم على ذلك، وجرت [فصول] (٢) يطول ذكرها (٣).

وقال ابن كثير: وسمعت ابن تيمية يذكر ما كان بينه وبين السلطان من الكلام في الشباك الذي جلسا فيه حجرة عن الناس، وأنه حرضه على بعض القضاة بسبب ما كانوا تكلموا فيه، وهو يستفتيه في قتل بعضهم، وإنما كان حنقًا عليهم بسبب ما كانوا سعوا في عزله ومبايعة الجاشنكير، ففهم الشيخ ذلك وأخذ يعظم القضاة والعلماء وينكر أن ينال أحد [منهم] (٤) بسوء وقال له: إذا أذهبت هؤلاء لا تجد بعدهم مثلهم، فحلم عليهم وصفح عنهم. قال: وكان قاضي المالكية زين الدين بن مخلوف (٥) يقول: ما رأيت مثل ابن تيمية، حرضنا عليه فلم نقدر، وقدر علينا فصفح [وحاجج] (٦) عنا (٧).

[ذكر ما جرى من الحوادث في البلاد]

وفيها: أظهر خربندا ملك التتار الرفض في بلاده، وأمر الخطباء أن لا يذكروا في


(١) بيدفاه: في الأصل، والتصويب من البداية والنهاية ١٨/ ٩٤.
(٢) فطول: في الأصل.
(٣) يراجع البداية والنهاية ١٨/ ٩٣ - ٩٤، حيث يوجد اختلاف في بعض الألفاظ.
(٤) فيهم: في الأصل، والتصويب من البداية والنهاية ١٨/ ٩٤.
(٥) هو: علي بن مخلوف بن ناهض بن مسلم النويري، قاضي القضاة، توفي سنة ٧١٨ هـ/ ١٣١٨ م، الوافي بالوافيات ٢٢/ ١٨٩ رقم ١٣٧، المنهل الصافي ٨/ ٢١٤ رقم ٦٨٨.
(٦) حاجف: في الأصل، والتصويب من البداية والنهاية ١٨/ ٩٥.
(٧) يراجع البداية والنهاية ١٨/ ٩٤ - ٩٥، حيث يوجد اختلاف في بعض الألفاظ.

<<  <  ج: ص:  >  >>