للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن كثير: وكانوا قريبًا من عشرين أميرًا (١)، وقبض على علاء الدين بن مغلطاي القازاني أحد الأمراء المتوجهين إليه إلى الكرك وسيره، فاعتقله باسكندرية، وأرسل إلى دمشق، فقبض على الأمير نُغيه وعلى ركن الدين (٢) بيبرس العلمي، واعتقلهما بقلعة دمشق.

ومنها: أنه في ثامن (٣) شوال طلب الشيخ ابن تيمية من الإسكندرية، فوصل إلى القاهرة في ثامن عشره (٤) يوم السبت، واجتمع بالسلطان يوم الجمعة [رابع] (٥) عشرينه، فأكرمه، وتلقاه في مجلس حفل، فيه قضاة مصر والشام والفقهاء، وأصلح بينهم وبينه، ثم نزل إلى القاهرة وسكن بقرب، مشهد الحسين، والناس يترددون إليه: الأمراء والجند والفقهاء.

وقال ابن كثير: ولقد أخبرني جمال الدين بن القلانسي بتفاصيل هذا المجلس وما وقع فيه من إكرام الشيخ يومئذ، فذكر: أن السلطان نهض للشيخ أول دخوله، ومشى له إلى طرف الإيوان (٦)، واعتنقا هناك، ثم ذهبا إلى صفة (٧) فيها شباك إلى بستان، فجلسا ساعة يتحدثان، ثم جاء ويد الشيخ في يد السلطان، فجلس، وعن يمينه ابن جماعة والقضاة، وعن يساره ابن الخليلي الوزيري، وتحته ابن صصري، ثم الصدر على الحنفي، فجلس تقي الدين بين يدي السلطان على طرف الطراحة (٨)، فتكلم الوزير في


(١) البداية والنهاية ١٨/ ٩٥، وورد: عدة ثلاثين أميرًا: في كنز الدرر ٩/ ١٩٦.
(٢) الدين: في هامش الأصل، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٣) فوجه إليه في ثاني يوم من شوال، بعد وصوله بيوم أو يومين: في البداية والنهاية ١٨/ ٩٢.
(٤) في يوم ثامن الشهر: في البداية والنهاية ١٨/ ٩٢.
(٥) ورابع: في الأصل.
(٦) الإيوان: كلمة فارسية معربة، تعنى لغويًا قاعة العرش، أما في العمارة المملوكية فالإيوان يمثل وحدة معمارية مربعة أو مستطيلة الشكل لها ثلاث حوائط، أي من ثلاث جهات فقط، والجهة الرابعة مفتوحة، ينظر المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية ١٧.
(٧) صفة: الصفة من البنيان شبه البهو الواسع الطويل، وتشبه المصطبة ولكنها أقل ارتفاعًا، وتكون دائمًا مبنية داخل القاعات والوحدات السكنية، ينظر المصطلحات المعمارية في الوثائق المملوكية ٧٣.
(٨) الطراحة - الطراحات - الطراريح: مرتبة يفترشها السلطان إذا جلس، ينظر صبح الأعشى ٤/ ٥٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>