للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر من توفى فيها من الأعيان]

قاضى القضاة صدر الدين سليمان (١) بن أبى العزّ وهيب بن نظام أبو الفضل الأذرعى، ثم الدمشقىّ الحنفى.

الإمام العالم المتبحر العارف بدقائق الفقه وغوامضه، انتهت إليه رئاسة الحنفية بمصر والشام، وشيخ الحنفيّة فى وقته شرقا وغربا، تفقه على الشيخ جمال الدين الحصيرىّ (٢) وغيره، ثم سكن مصر، وحكم بها، ودرس بالصالحية، ثم رجع إلى دمشق فاتفق موت قاضى القضاة مجد الدين بن العديم، فولى القضاء عوضا عنه، فلم يبق فيه إلا ثلاث شهور حتى مات ليلة الجمعة سادس شعبان من هذه السنة ودفن من الغد بعد الصلاة بدار بسفح قاسيون، وله ثلاث وثمانون سنة، وولى القضاء بعده بدمشق حسام الدين الرومىّ، وكان الملك الظاهر بيبرس يحبّه ويبالغ فى احترامه، وأذن له أن يحكم حيث حلّ وكان لا يكاد يفارقه فى غزواته، وحج معه، ولم يخلف بعده مثله فى المذهب، وله شعر حسن ومنه ما قاله فى مملوك حسن الصور من مماليك الملك المعظم بن العادل زوّجه بجارية من جواريه موصوفة بالحسن:


(١) وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، العبر ج‍ ٥ ص ٣١٥، شذرات الذهب ج‍ ٥ ص ٣٥٧، تاريخ ابن الفرات ج‍ ٧ ص ١١٩، البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٨١، السلوك ج‍ ١ ص ٦٥١.
(٢) هو محمود بن أحمد بن عبد السيد البخارى، جمال الدين الحصيرى، نسبة إلى حصير - بفتح الحاء - قرية من أعمال بخارى، والمتوفى سنة ٦٣٦ هـ‍/ ١٢٣٨ م - العبر ج‍ ٥ ص ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>