للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رأس الميمنة، فوجدوا النهر رائجا مديدا، ولكن وجدوا مخافا للجبل، فتشاوروا فى أمر نزولهم، واتفق رأيهم على أنهم لا يجدون مكانا للنزول أسهل من هذه المخاضة، وأنهم ينزلون جملة واحدة. وأنهم إذا كسروا هذه الطائفة التى بين أيديهم يدورون خلف الذين يبقون، فإنهم لما رأوا ميمنة المسلمين ورأوا عسكرهم أمثال هؤلاء استحقروهم.

وقال بيبرس: وفى الوقت الحاضر أقبلت كراديس التتار كقطع الليل، لا يبين فيها الرجل من الخيل، وقد علاهم القتام والغبار، وفيهم من مقدميهم الكبار: قطلوشاه، وسوتاى [٢٨٥] أقطاجى، وجوبان بن تداون، ومولاى، وقرمشى بن الناق (١)، [وطوغان] (٢)، وسبوشى بن قطلوشاه، وطغريل ابن آجاى، وآبشقا، وأولا جغان، والكان، وطيطق فى مائة ألف من المغول والكرج والأرمن وغيرهم (٣).

ذكر كيفيّة الوقعة:

قال صاحب النزهة: لما رأت التتار عسكر الإسلام وهم على الجبل صاحوا وضربوا الطبول، ونزلوا وقد أحاطوا النهر، ووقفوا عند المخاضة، وكان مقابلهم من ذلك الجانب الأمير حسام الدين الأستادار. والأمير بهاء الدين أوليا بن قزمان، ولما رآهم حسام الدين قال: بسم الله نية الغزاة، فجذب سيفه ومشى، وقال بعض مماليكه: ياخوند ارجع قليلا عن يمينك أو عن شمالك، فلم يلتفت


(١) «ومولاى، وقرمشى بن الناق» مكتوبة بهامش المخطوط، ومنبه على موضعها بالمتن.
(٢) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٣) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٤٠ ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>