كتاب عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان [648 - 712 هـ]

سنة ٦٧٥ - ذكر مسير السلطان إلى الشام لغزو التتار - ج: 2 - ص: 156

ورسل الفرنج والأمراء و [جميع أكابر] (١) الدولة، وعليهم كلهم الخلع الهائلة، وكان وقتا مشهودا، وحمل صاحب حماة هدايا عظيمة، وركب إلى مصر للتهنئة، ودخل الملك السعيد بيته، وقدمت له التقادم فقبل منها القليل (٢)، وانقضى الوقت على الوجه الجميل.

[ذكر مسير السلطان إلى الشام لغزو التتار]

ولما قوى خبر هجوم التتار على البلاد الشاميّة واشتدّ عزمهم على ذلك خرج [٦٠٩] السلطان الملك الظاهر بيبرس من الديار المصريّة يوم الخميس العشرين من رمضان من هذه السنة، ومعه العساكر والجنود، وسار معهم، فدخل دمشق فى سابع عشر شوال منها، فأقام بها ثلاثة أيام، ثم سار ومعه العساكر حتى دخل حلب مستهل ذى القعدة وأقام بها يوما، ورسم لنائب حلب (٣) أن يقيم بعسكر حلب على الفرات يحفظ المعابر، وسار السلطان، ولما وصل إلى كوكصو وهو النهر الأزرق تحرك توقو وتداون ومن معهما من عسكر (٤) التتار الذين انتقاهم أبغا واختارهم، فجهّز السلطان الجاليش ومقدّمة العساكر صحبة الأمير شمس

---

(١) [] إضافة مما سبق يقتضيها السياق.
(٢) «وحضرت التقادم، فقبل السلطان منها اليسير «فى السلوك ج‍ ١ ص ٦٢٧، وانظر أيضا الروض الزاهر ص ٤٥٢.
(٣) وهو نور الدين على بن مجلى - السلوك ج‍ ١ ص ٦٢٨.
(٤) ابتداء ما وجد من كتاب زبدة الفكرة ج‍ ٩ - بعد الخرم - بين فيما الورقة ٨٢ ب، ٨٣ أ.