للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذكر سلطنة شجر الدّر حظية الملك الصالح أيوب

ولما قتلوا المعظم اجتمعت الأمراء واتفقوا على أن يقيموا شجر الدرّ فى المملكة، وأن يكون عز الدين أيبك الجاشنكير الصالحى المعروف بالتركمانى أتابك العساكر، وحلفوا على ذلك، وخطب لشجر الدر على المنابر، وضربت السكة بإسمها، وكان نقش السكة: المستعصمية الصالحية، ملكة المسلمين، والدة الملك المنصور خليل، وكانت شجر الدرّ قد ولدته من الصالح أيوب ومات صغيرا كما ذكرناه، (١) [٣١٧] وكانت صورة علامتها على المناشير والتواقيع: والدة خليل المستعصمية.

[ذكر تسلم دمياط من الفرنج ورحيل ريد افرنس]

ولما تم النصر الأعظم والفتح الأكبر بتسلم دمياط من الفرنج من ريد افرنس أفرج عنه عن الحبس، وكان المتحدّث مع ريد افرنس فى ذلك الأمير حسام الدين ابن أبى علىّ الهذبانى، لما يعلمون من عقله ومشورته، واقتداء مخدومهم بتدبيره، فتقرّر الاتفاق على تسليم دمياط وأن يذهب هو بنفسه سالما، فأرسل ريد افرنس إلى من بدمياط يأمرهم بتسليم البلد إلى المسلمين، فأجابوه إلى ذلك، ودخل العلم السلطانى إليها يوم الجمعة لثلاث مضين من صفر، وأفرج عن ريد افرنس، وانتقل هو ومن بقى من أصحابه إلى البر الغربىّ، وركب البحر هو


(١) انظر ما سبق ص ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>