للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: وذكروا أنهم دخلوا الجامع بخمر، وكانت من نيتهم الفاسدة إن طالت التتار أن يخربوا كثيرا من المساجد وغيرها، فكفى الله شرهم.

ولما وقع هذا فى البلد، اجتمع قضاة المسلمين والفقهاء، فدخلوا القلعة يشكون هذا الحال إلى متسلمها إيل سنان، فأهينوا وطردوا، وقدم كلام رؤوس النصارى عليهم، ف‍ «إِنّا لِلّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ» (١).

[ذكر وقعة عين جالوت وكسرة التتار عليها يوم الجمعة الخامس والعشرين من شهر رمضان من هذه السنة]

ولما استولت التتار على البلاد الشامية وضايقوا الممالك الإسلامية، ولم يبق من يدفعهم عن العباد والبلاد إلا عسكر الديار المصرية، اتفق السلطان الملك المظفر قطز مع الأمراء والأكابر على تجهيز العساكر، وصمموا على لقاء العدو المخذول، وجمعوا الفرسان والرجالة من العربان وغيرهم، وخرجوا من القاهرة بأعظم أبّهة.

وكانت التتار فى أرض البقاع، فساروا صحبة مقدّمهم كتبغا نوين، فكان الملتقى بمنزلة عين جالوت فى مرج بنى عامر، فلما إلتقى الجمعان حمل السلطان الملك المظفر بنفسه، وألقى خوذته عن رأسه، وحملت الأمراء البحرية والعساكر المصرية حملة صادقة، فكسروهم أشد كسرة، وقتل كتبغا نوين فى المعركة.


(١) سورة البقرة رقم ٢ جزء من الآية رقم ١٥٦.
وانظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢١٩ - ٢٢٠، ذيل مرآة الزمان ج‍ ١ ص ٣٦٢ - ٣٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>