للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأرسل أيضًا لقرا سنقر مثله، وأرسل جماعة من أصحابه صحبة عيسى المهماندار وسأل تقليد السلطان الملك الناصر بالنيابة عنه في بلاده، وذكر أن الشهروزي ما عليه شيء ولكن في هذا الوقت ما يمكنني الحديث فيه، وخَلَاصه عليَّ، ثم لما وصل أيدغدي إلى حلب، وأُحضر قصاد هريند إلى قرا سنقر وسمع كلامهم، جهزهم بالحمل إلى السلطان، فلا وصلوا إلى مصر وحضروا قدام السلطان وتحدثوا أمرَ السلطان بكتابة تقليد بنيابة سيس وبلادها، وخلع عليهم، وردهم، فلما حضروا إلى هَريند طاب خاطره بذلك.

[ذكر اهتمام السلطان على خروجه من مصر وتركه السلطنة ورواحه إلى الكرك]

بتاريخ العاشر من جمادى الآخرة توجه السلطان إلى الجيزة وخيم بمنزلة الأهرام، ولم يزل مخيّما بها مترددًا في الصيد إلى الحادي والعشرين من شعبان (١)، وكان قد نوى أن يخرج من مصر ويُخلى السلطنة لما فيها من التشويش والضجر من تغلب المتغلبين، وجعل إظهار قصده الحج وسيلةً إلى ما (٢) نواه في ضميره، فسأله الأمراء تأخير الحركة فلم يسمع، وشرع في التجهيز وتعيين مَنْ يسافر معه.

وقال بيبرس في تاريخه: لما شرع السلطان في إعداد الأهبة وتعيين من يسافر معه أعلم الأمير سيف الدين سلَّار والركن بيبرس الاستادار بما أضمره، فاجتمعا ذات يوم في الإيوان بدار النيابة في شهر رمضان (٣).

قال بيبرس: فحضرت أنا والأمير علاء الدين بن البرواناه عنده، فقال لنا في معرض


(١) ينظر زبدة الفكرة ٤٠٣، وورد: إلى أن كان العاشر من شعبان المكرم عاد إلى القلعة: في التحفة الملوكية ١٨٧، كما ورد: وقام يتصيد نحو عشرين يومًا: في السلوك ٢/ ٤٣، وينظر النجوم الزاهرة ٨/ ١٧٥.
(٢) ما: بين الأسطر في الأصل.
(٣) زبدة الفكرة ٤٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>