للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شفقاتنا إن غرس شجر طاعتها، ومن سعادة المرء أن يجنى ثمار غرسه، بعد أن يصحبه من ذخائر الأموال ما كثر قيمته وخفّ حملا، وتعالى رتبة وحسن مثلا، واشرط على نفسك فى كل سنة قطيعة ترفعها إلى بيت المال، وإياك ثم إياك أن تكون عن هذا الأمر ممن مال، ورتّب جيشا مقيما تحت علم السلطان الأجل الملك الناصر للقاء العدو المخذول التتار، ألحق الله أولهم بالهلاك وآخرهم بالبوار، وقد علمت تفاصيل أحوالهم المشهورة، وتواريخ سيرهم المنكورة، فأحرص على أن يخصك فى هذا المشرب السائغ أوفر نصيب، وأن تكون ممن جهز جيشا فى سبيل الله، فرمى بسهم فله أجر، كان مصيبا أو غير مصيب، ليعود رسولك من دار الخلافة بتقاليدها وتشاريفها، حاملا أهلة أعلامنا المنصورة، شاكرا بر مواقفنا المبرورة، وإن أبى حالك إلا أن استمريت على غيّك، واستمريت مرعى بغيك، فقد، فقد منعناك التصرف فى البلاد، والنظر فى أحكام العباد حتى تطأ خيلنا العتاق مشمخرات حصونك، وتعجل حينئذ ساعة منونك. وما علمناك غير ما علمه قلبك، ولا فهمّناك غير ما حدّسه لبك، ولا تكن كالصغير تزيده كثرة التحريك نوما، ولا ممن غره الإمهال يوما فيوما، أعلمناك ذلك فاعمل بمقتضاه، موفقا إن شاء الله (١).

[ذكر قضية أبى ثابت المرينى]

قال بيبرس فى تاريخه: وفى هذه السنة سار «أبو ثابت عامر بن عبد الله ابن أبى يعقوب» (٢) المرينى لمحاربة يوسف بن أبى عياد متحفظ قلعة مراكش


(١) زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٥ أ - ٢٥٧ ب.
(٢) «أبو عامر ثابت بن عبد الله» - فى الأصل: والتصحيح من زبدة الفكرة، وروض القرطاس ص ٣٨٩، روضة النسرين فى دولة بنى مرين ص ٢٢، وانظر ما سبق ص ٤٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>