للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنت فى سنّ المراهق او قريبا منه، وكنت أجر الجنيب (١)، ولما ملكها قسم أبراجها على الأمراء ليهدموها، وجعل هدمها دستورهم.

وقال محيى الدين بن عبد الظاهر أبياتا يصف فيها هذه الفتوح منها:

لا يحسب الناس قيساريّة ضعفت … وأسلمت نفسها من خبقة رهبا

لكنها بذيول النصر قد علقت … وقد أتته لعكا تطلب الحسبا

كذاك أرسوف لما حاز غايتها … ما جاء مختطبا بل جاء مختطبا

لئن غدا آخذ الدنيا ومعطيها … فإنه أحسن التعميم محتسبا (٢)

[٥١٦]

ذكر البلاد التى ملّكها للأمراء لمّا ملكها:

ولما استولى السلطان (٣) على هذه الفتوح، جعلها لأمرائه من إنعامه الممنوح، فقسمها عليهم بتواقيع بأيديهم، وكتب بالتمليك توقيعا جامعا نسخته:

أما بعد حمد الله على نصرته المتناسقة العقود، وتمكينه الذى رفلت الملّة الإسلامية منه فى أصفى البرود، وفتحه الذى إذا شاهدت العيون مواقع نفعه وعظيم وقعه، علمت لأمر مّا يسوّد من يسود، والصلاة على سيدنا محمد الذى جاهد الكفار، وجاهرهم بالسيف البتار، وأعلمهم لمن عقبى الدار، وعلى آله وصحبه صلاة تتواصل بالعشى والإبكار، فإن خير النعم نعمة وردت بعد اليأس،


(١) فى زبدة الفكرة تقديم وتأخير فى هذه العبارة.
(٢) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٧٠ أوهذه الأبيات غير موجودة فيما هو منشور من الروض الزاهر انظر الروض الزاهر ص ٢٤٣.
(٣) «السلطان» ساقط من زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>