للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سلطنة الملك المنصور قلاون الألفى الصالحى]

ولما حكم قلاون فى أتابكيتّه أحضر من كان من البحريّة الصالحية منسيّا، وقرّب من كان منهم مبعدا مقصيّا، فأعطاهم الإقطاعات، وأمّرهم بالطبلخانات، وأرسل بعضهم إلى الجهات الشاميّة، واستنابهم فى القلاع، وأحسن إليهم ما استطاع، ومنهم من عينّ له جامكيةّ، ومنهم من رتّب له جراية، وجازى المماليك الظاهريّة بسوء أفعالهم، وأذاقهم وبال أمرهم، وأمر وبالهم، وقبض على أعيانهم الذين سعوا فى تخريب بيت مخدومهم وبيوتهم، وأرسلهم إلى الثغور، فأودعوا السجون، ومع ذلك لم يقطع عنهم برّا، ثم أفرج عنهم واحدا بعد واحد على أحسن حال، وأعاد على بعضهم إمرته (١).

ولما أحكم تدبير الأمور، وأحسن سياسة الجمهور، اجتمع أكابر الأمراء وأماثل ذوى الآراء على أنه لا فائدة فى بقاء ذلك الصبى الصغير لانتشار السمعة فى البلاد (٢)، وامتهان الحرمة فى أنفس الحواضر والبواد، وأن الرأى جلوس المخدوم فى الدست استقلالا ليزداد الملك بهجة وجلالا.


(١) انظر زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٩٦ ب.
(٢) يذكر المقريزى رواية أخرى فيقول: «ثم جمع قلاون الأمراء فى العشرين من رجب، وتحدث معهم فى صفر سن الملك العادل، وقال لهم: قد علمتم أن المملكة لا تقوم إلا برجل كامل، إلى أن اتفقوا على خلع سلامش فخلعوه، وبعثوا به إلى الكرك - السلوك ج‍ ١ ص ٦٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>