للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال صاحب النزهة: ومن قوة خذلان العسكر الإسلامى عاينت الأمير حسام الدين لاجين المعروف بزيرياح ومعه أعناق الحسامى من المقدمين ومعهما نحو ثلاثة آلاف فارس منهزمين، وقد أفرد فى أعقابهم رجل واحد من المغل ولا يلتفت إليه أحد منهم. ورأيت فتى شابا من العرب راكبا على حجرة شقراء وليس عليه شئ يمنع السهام وقد أخذته الحميّة وهو يقول: يا مسلمين أش خلفكم ماثمة إلا رجل واحد، فلا يجيبه أحد، فلوى رأس فرسه عنهم ورجع إلى ذلك الرجل وهو يقول: الله أكبر، فلما رآه ذلك الرجل مصمّما عليه ولّى فرسه ورجع عنهم، وما كان ذلك الرجل ينتظر فى ذلك الوقت غير صناديق مفتوحة، وكلوتات زركش، وحوائص ذهب ملقاة، وأسلحة، وسناجب، وأكياس ذهب، ودراهم، وخزائن الأمراء بما فيها.

[ذكر ما جرى للعسكر بعد ذلك]

أما السلطان الناصر فإنه رجع فى طائفة من الجيش على ناحية بعلبك، وسار إلى مصر، وسافر جماعة من أهل دمشق من أعيانها وغيرهم إلى مصر كالقاضى إمام الدين الشافعى (١)، وقاضى المالكية جمال الدين الزواوى (٢)، وتاج الدين بن الشيرازى وعلم الدين الصوافى والى البرّ، وجمال الدين بن النحاس والى البلد، والمحتسب، وغيرهم وبقيت (٣) دمشق شاغرة ليس فيها حاكم ولارادع سوى نائب


(١) هو: عمر بن عبد الرحمن بن عمر بن أحمد، قاضى القضاة إمام الدين القزوينى الشافعى، المتوفى سنة ٦٩٩ هـ‍/ ١٢٩٩ م - انظر ما يلى فى وفيات سنة ٦٩٩ هـ‍.
(٢) هو: محمد بن سليمان بن يوسف الزواوى، قاضى المالكية بدمشق، المتوفى سنة ٧١٧ هـ‍/ ١٣١٧ م - شذرات الذهب ج‍ ٦ ص ٤٥.
(٣) «وبقى» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>