للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القلعة علم الدين أرجواش (١)، وهو مشغول عن البلد بالقلعة، وأما العسكر تفرقوا فى كل ناحية ووصل بعضهم إلى القلاع القريبة من مكان الوقعة، ونجى بنفسه من كان فيه نهضة، وتوجه أقوام إلى جبال بعلبك وغيرها جياعا عراة مشاة، وتخطفت الجبلية بعض من سلك تلك الطرق وقتلوا منهم ونهبوا وسلبوا، فكان هؤلاء عدوّا ثانيا، وكل من كان يهرب يرمى خوذته من رأسه ويقطع قرقله بالسكين إذا لم يلحق لحلها ويقطع البر كستوان (٢) المثمنة، وكل ذلك قصدا للتخفيف (٣).

قال صاحب النزهة: ورأيت جماعة من مماليك السلطان تخرج من وسطه كيس الفضة ويناوله لرفيقه، فإن لم يأخذه سريعا وإلاّ يرميه من يده إلى الأرض ويسوق. قال: ورأى [١٩٩] الأمراء البرجية مع حسن أشكالهم وتزين لباسهم قد صاروا قطعة واحدة هاربين منهزمين، وقازان فى أعقابهم وقد بسط جيشه من الجانبين وانفرد هو بنفسه فى صدر جيشه ورجل قدامه وبين يديه على فرسه طبل أكبر من طبل الجمالق يضربه ساعة بعد ساعة ضربة واحدة، وكلما سمعها الجيش زادت هزيمتهم وهربت فرقة منهم إلى ناحية البرية وسلكوا فيها وهلكوا بأجمعهم، وفرقة سلكت ناحية البحر المالح فهلكوا، ولم يسلم منهم إلاّ الفرقة التى سلكت الطرق التى يسلك فيها، ولكن الذين سلكوا الجبال


(١) هو: أرجواش بن عبد الله المنصورى، توفى سنة ٧٠١ هـ‍/ ١٣٠١ م - انظر مايلى فى وفيات ٧٠١ هـ‍.
(٢) البركستوان - البركستوانات: غاشية الحصان المزركشة - صبح الأعشى ج‍ ٤ ص ٥٨، ٦٢.
(٣) «وألقوا عن أنفسهم السلاح طلبا للنجاة» - السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>