وكان كثير الطمغ وكان يستهزئ بقلعة دمشق ويقول: إش هذه؟ لو أردنا أخذها أخذناها من أول يوم جئنا، وإنما الملك يريد الرفق.
كل هذا والناس فى المصادرة، وكان المستخرج من الدراهم برسم خزانة الملك ثلاثة آلاف ألف وستمائة ألف سوى الدواب والقماش والسلاح والقمح والشعير، وذلك غير الذى أخذه المغول من النهب والبرطيل، وحصل لخواجا أصيل الدبن بن النصير الطوسى نحو من مائتى ألف لأنه كان منجم الملك وناظر الأوقاف التى فى ممالك التتار، وطلب من أوقاف دمشق أجرة النظر عن سنة كاملة، واستخرج الصفى السنجارىّ لنفسه مائة ألف درهم، وكل هذا غير الذى استخرجه قفجق لنفسه ولأمراء المغول، وسوى الرواتب المرتبة للملك فى كل يوم ولخواصه، ونهب لأهل دمشق ما يقارب ذلك، وأحرق من الأملاك والأوقاف والمدارس ما لا يقدر أحد على ضبط قيمته.
[ذكر نسخة فرمان التى كتبها قازان]
[٢٠٦] لما تولى قازان بظاهر المرج والغوطة خرج إليه أهل دمشق بمفاتيح أبوابها ونفائس هداياها، فأقبل عليهم وقبل ما أحضروه وأمنهم فكتب فرمان لأهل دمشق ونواحيها وأرسلها بأنهم آمنون وأن مغل لا يتعرضون للرعية ولا لأموالهم، وهم يقيمون جمع ما يختاره الملك، فإن البلاد بلاده والرعية رعيته، وكتب ذلك على يد الشريف، وصورة ذلك (١):
(١) كانت بداية الفرمان: «بقوة الله تعالى وإقبال دولة السلطان محمود غازان» - كنز الدرر ج ٩ ص ٢٥. و «بقوة الله تعالى، وميامين الملة المحمدية، فرمان غازان» - فى زبدة الفكرة (مخطوط) ج ٩ ورقة ٢٠٨ أ.