للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليعلم أمراء التوامين والألوف، وعموم عسكرنا المنصور من المغل والكرج والأرمن أن الله نور قلوبنا بالإسلام، وهدانا إلى ملة نبيه عليه السلام {(أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ فَهُوَ عَلى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ)} (١). وأتم الله علينا نعمته، وأنزل علينا سكينته، وقهرنا العدو الطاغية، والجيوش الباغية، وصدّرنا أن لا يتعرض أحد من العساكر على اختلاف أجناسها لدمشق وأعمالها، وسائر البلاد الشامية، وأن يكفوا أظفار التعدى عن الأنفس والأموال والحريم والعيال، والتعرض لأهل الأديان، وكل راع مسئول عن رعيته {(إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ)} (٢).

ثم أرسل قازان إلى دمشق قطلوشاه، ومعه يحيى بن جلال الدين، ورشيد الدين المسلمانى، وزيره، ونجيب الدولة اليهودى، مشيره، والأمراء المصريّون وهم: الأمير سيف الدين قفجق، والأمير سيف الدين بكتمر السلحدار، وأكابر دمشق صحبتهم، وكان ذلك يوم الجمعة، ولم يدركوا الخطبة بدمشق، وكان وصولهم دمشق بعد العصر، ودخلوا الجامع، وحضرت أهل دمشق، وقرئ الفرمان على المنبر، واطمأنت نفوس الناس بعض شئ، ثم أقاموا بها أياما لجباية الأموال كما ذكرنا صورة الجباية.

وأطاع أهل دمشق جميعهم قازان ما خلا الأمير علم الدين سنجر المنصورى المعروف بأرجواش نائب القلعة، وكان من مماليك السلطان الملك المنصور


(١) آية رقم ٢٢ من سورة الزمر رقم ٣٩.
(٢) آية رقم ٩٠ من سورة النحل رقم ١٦. وانظر نص الفرمان فى: زبدة الفكرة (مخطوط) ج‍ ٩ ورقة ٢٥٨ أ - ٢١٢ أ، كنز الدرر ج‍ ٩ ص ٢٥ - ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>