آص: ما أنت مسلم. فقال له: لم؟ فقال له: بدليل واضح لأن النبى صلى الله عليه وسلم قال وهو صادق فى المقال: «قصّوا الشوارب واعفوا عن اللحى»(١).
وأنت خالفت، قصّيت اللحية وعفوت عن الشارب، وهذه مخالفة لدين الإسلام ولمحمد عليه السلام، والله لولا حرمة مولانا السلطان لأضربن رقبتك. فقال براق: استغفر الله من سوء فعلى، ثم إن بهادر آص طلب مقصّا، فقص شواربه، ثم أمر ملك الأمراء أن ينزلوهم فى اللمنييع، وأن ينقلوا إليهم كل ما يحتاجون إليه، ورتب لهم كل يوم: خمس أروس من الغنم، وقنطار خبز، وعشرين رطلا من الحلاوة السكّرية، وعشرة أطباق فاكهة، ثم أرسل البريدى إلى مصر بسببه، فرجع البريدى بطلبه، فجهزه النائب ورتب له الإقامات فى الطرقات إلى غزّة، ولما ورد غزة، فإذا بمرسوم السلطان حضر بالإقامة إلى حين يطلبهم، وذلك أن السلطان لما جاء إليه خبره شاور الأمراء فيه وما يكون الصواب، فاتفق رأيهم على أن لا يمكن من الدخول إلى مصر، فربما يكون من دخوله غائلة، فأرسل إليه مملوكا من مماليكه يقول له: اكتب ما معك من المشافهة وسيّره، ثم رجع براق من غزة إلى دمشق، وصاحب دمشق جهزّه إلى أطراف البلاد وسار يطلب خربندا.
[ذكر من أنعم عليه بإمرة أو وظيفة ومن قطع]
وفيها: تولى بكتوت الجوكندار المعروف بالفتاح وظيفة أمير جندار على ما نذكره.
(١) انظر ما جاء فى سنن أبى داود ج ٤ باب فى أخذ الشارب ص ٨٢.