للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الاثنين الرابع والعشرين من شعبان، وخرج الأمراء لتلقِّيهما، وتَلَّقاهما السلطان كما تلقى الأفرم.

وفي اليوم الثامن والعشرين من شعبان: وصل الأمير سيف الدين قراسنقر المنصوري نائب حلب، وخرج السلطان لتلقيه أيضًا، ووصل جيش حلب يوم الأربعاء الثالث من رمضان (١).

وفي النزهة: وحين استقر ركاب السلطان بدمشق أرسل بريديًا خلف قراسنقر وقفجق واسندمر، فأول مَنْ حضر كان الأمير قفجق واسندمر، وبعد يومين وصل الأمير قراسنقر على الهجن ومعه خمسون مملوكًا وخيلهم على أيديهم مجنوبة، فسأله السلطان عن عسكر حلب، فقال: هم واصلون، غير أنا لما جاءنا البريدى أسرعنا، ثم تحدثوا مع السلطان في أمر الأفرم وقالوا: يا خوند، المصلحة أن تكتب له أمانًا بأنك لا تغيره من النيابة ولا يحصل له تشويش، فأجاب إليهم، وكتب وأرسل مع جوبان وزردكاش كما ذكرناه.

وقد ذكرنا أيضًا أن بيبرس ذكر في تاريخه: أن قدوم الأفرم إلى السلطان كان قبل قدوم هؤلاء النوّاب، والعمدة على ما ذكره، فإنه أدرى بحال هؤلاء من غيره.

[ذكر ما جرى في مصر وما عزم عليه المظفر]

قال ابن كثير: وأما المظفر فإنه جَرَّ جماعة يتفرقون ليحفظوا، المسالك ويمنعوا من بها من الجند المتسللين سالك، فمنهم قوم أقاموا على الجادة، وقوم على سويس (٢).

وقال بيبرس في تاريخه، وانقطع البريد في هذه المدة عن الديار المصرية، وعُميت الأخبار من البلاد الشامية، ولم يعد أحد يأتي بخير جلي، وعزم السلطان الناصر على إرسال شخص من الثقات إلى أمراء مصر بملطفات ليعلمهم بوصوله إلى مدينة دمشق،


(١) البداية والنهاية ١٨/ ٩٠، كما يراجع تاريخ البرزالي ٣/ ٤٣٦ - ٤٣٧.
(٢) لم يرد هذا الخبر في المطبوع من البداية والنهاية.

<<  <  ج: ص:  >  >>