وقال صاحب نزهة الناظر: كان مبدأ فناء الأبقار فى أواخر سنة تسع وتسعين وستمائة، فلما دخلت سنة سبعمائة تزايد الأمر فى موتها، وتعطلت الدواليب وزراعات الأمصار، وتوقف حال أرباب السواقى، وتزايد الأمر على الناس فكان يكون فى الساقية عشرة أروس يصبح الستة منها موتى، ويأتى اليوم الثانى والثالث فلا ترى منها شئ، ويحتاج صاحبها إلى شراء غيرها بقيمة زائدة، فحصل الضرر البالغ لأصحاب البساتين، خصوصا لأهل دمياط وأشمون والمزاحميين والقليوبيين، [٢٤٥] وكذلك بلاد الصعيد ودواليب المعاصر، وقال: لقد بلغنى أنه كان بدمياط رجل من أكابرها وله عدة بساتين، وكان فيها مائة واثنى عشر رأسا مثمنة (١)، فما مضى عليها ثلاث شهور إلا وقد بقيت منها تسعة أروس لا ينتفع بها.
وكتب الأمراء إلى سائر البلاد أن لا يذبح أحد شيئا من البقر ولا من العجول، وكتبوا إلى نائب الشام بأن يجهز إليهم أبقارا شامية من سائر البلاد للدواليب السلطانية، ثم وصلت أبقار كثيرة مع التجار، وأبيع الرأس منها بثلاثمائة، وبمائتين، وغلقت معاملة سوق البقر فى تلك السنة للمقطعين، وفاضت على ذلك مائة وستون ألف درهم.
ذكر بقيّة حوادث مصر والشام:
وفيها: اقتضى رأى السلطان والأمراء أن يخرج الأمير شمس الدين سنقر الأعسر مع جماعة من المماليك السلطانية إلى الوجه القبلى ليحصّل من عزبة الخيل