للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجمال وآلات السلاح، والسبب لذلك أنهم لما علموا بسفر السلطان مع العسكر لحقهم الطمع فى مغل الأمراء والجند، ومنعوا الحقوق، وعصوا على الولاة، وقطعوا الطريق، وأخافوا السبيل، فجرد لذلك سنقر المذكور وصحبته مائة نفر من المماليك السلطانية، فركب إلى أن وصل إليهم، وكان له فى نفوس الناس حرمة عظيمة ومهابة قوية، فكيس البلاد، وأتلف كثيرا من المفسدين، ولم يزل سائرا إلى أن وصل الأعمال القوصية، ولم يدع فرسا فى بلاد الصعيد من خيل العرب ولا خيل القضاة والفقهاء والمتعممين إلا أخذه، وأخذ سائر السلاح من الرماح والسيوف والدرق (١)، فكانت عدة ما حضر معه من الخيل ألف وستون فرسا، ومن الجمال ثمانمائة وسبعون رأسا، ومن الرماح ألف وستمائة رمح، ومن السيوف ألف ومائتا سيف، ومن الدرق تسعمائة درقة، ومن الغنم ستة آلاف رأس، فأصلح تلك البلاد حتى أخذ الناس مغلهم كاملا.

وقال بيبرس فى تاريخه: جرّد الأمير سيف الدين سنقر الأعسر إلى الصعيد للكشف والتمهيد، [ورسم له بحسم مادة العربان، فانهم تظاهروا بالنفاق والعصيان] (٢) وتوجهنا إلى الوجه (٣) فاجتمعنا بمنفلوط وأحضرنا أعيانهم، وقررت عليهم جباية من المال والخيل والجمال والسلاح، وجبيت فكانت ألف ألف وخمسمائة ألف درهم، وألف رأس خيل، وألفى جمل، وعشرة آلاف (٤) رأس


(١) الدرق: آلة لاتقاء فذائف العدو، وتكون من الجلد، وخاصة جلد البقر - صبح الأعشى ج‍ ٢ ص ١٤٣.
(٢) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٣) «وتوجهت إلى ذلك الوجه» - فى زبدة الفكرة.
(٤) «ألف» فى زبدة الفكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>