للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مَنْ يَخْلُفك في المُلْك؟ فقال: لا تنكدُوا عَلَيّ، ولا غنى لي عن هذا الأمر، فأجاباه إلى ما أراد، فانفصل الأمر على هذا.

[ذكر خروجه من مصر]

قال ابن كثير: لما كان الخامس عشر من رمضان جمع السلطان الأمراء أرباب المشورة وأوصاهم بالاتفاق والانتظام، وخلع على نوابه وماليكهم الذين حضروا إليه، ثم ركب يوم السبت الخامس (١) والعشرين من رمضان من قلعته، وركب أعيان العساكر والأمراء الأكابر لتوديعه، فسار من فوره وأذن لهم في الرجوع فرجعوا.

وتوجه معه: عز الدين أيدمر الخطيرمي أستاذ الدار، وحسام الدين قرا لاجين أمير مجلس، وسيف الدين آل ملك الجوكندار، وسيف الدين بلبان المحمدي أمير جاندار، وعز الدين أيبك الرومي، وركن الدين بيبرس الأحمدى، وسيف الدين طقطاي (٢) الساقي، وعلم الدين مسنجر الجمقْدار، وزين الدين مبارك أمير آخور، وشمس الدين سنقر السعدي النقيبب، وبعض الخاصكية والخدم والغلمان، (٣) فسار إلى الصالحية وعيّد بها عيد الفطر، ثم سار (٤).

وفي نزهة الناظر: لما تحدث السلطان بالسفر إلى الحجاز اشتاع الخبر بين الناس بأن السلطان رائح إلى الحجاز، ولما عزم على الخروج، قال له بيبرس وسلار: أنت الساعة متوجه إلى الحجاز، فإذا أحدث عندنا أمر أو في البلاد واحتجنا إلى كتب كيف نعمل؟ قال: اكتبوا كتابًا. قالا: كيف نكتب بلا علامة (٥) السلطان؟ فقال: كيف العمل؟


(١) الرابع: في كنز الدرر ٩/ ١٥٦، السادس: في تاريخ البرزالي ٣/ ٤٠٢.
(٢) يقطاي: في السلوك ٢/ ٤٣.
(٣) ومن المماليك خمسة وسبعون نفرًا: في السلوك ٢/ ٤٣، النجوم الزاهرة ٨/ ١٧٦.
(٤) لم يرد هذا النص في المطبوع من ابن كثير، ينظر البداية والنهاية ١٨/ ٧٩.
(٥) العلامة السلطانية: هي ما يكتب السلطان بخطه على صورة اصطلاحية خاصة، وكان لكل سلطان علامة تعتبر بمثابة توقيع. =

<<  <  ج: ص:  >  >>