للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ذكر سلطنة الملك العادل بدر الدين سلامش بن الملك الظاهر بيبرس البندقدارى]

ولما تم خلع السلطان الملك السعيد وإرساله إلى الكرك، عرضت السلطنة على الأمير سيف الدين قلاون، وقال له الأمراء الأكابر الذين ذكرناهم: أنت أولى بتدبيرها، وأحق بتقليد أمورها، فأبى وقال: أنا لم أخلع الملك السعيد شرها إلى السلطنة وحرصا على المملكة؛ لكن حفظا للنظام وأنفة لجيوش الإسلام أن يتقدم عليهم الأصاغر، [ويمتهنوا منهم الأعيان والأكابر (١)]، ويضيّعوا مصالح العسكر، والأولى أن لا يخرج الأمر من ذرية الملك الظاهر، فأقام الأمير بدر الدين سلامش المذكور وله من العمر سبع سنين وشهور، وأجلس فى السلطنة، وخطب له على المنابر فى الأمصار، [وذكر اسمه فى الأقطار (٢)]؛ وضربت السكة باسمه، وذلك فى شهر ربيع الأول (٣) من هذه السنة، واستقر الأمير سيف الدين قلاون الألفى فى الأتابكية، واستوزر الصاحب برهان الدين الخضر أبى الحسن السنجارى لمعرفته به وبأخيه بدر الدين قاضى القضاة من الأيام الصالحية، وذلك لأن الصاحب بهاء الدين على بن محمد كان قد توفى فى أوائل هذا العام والملك السعيد بالشام، وكانت وزارته له ولأبيه من قبله تقدير تسع عشرة سنة (٤).


(١) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٢) [] إضافة من زبدة الفكرة.
(٣) «يوم الأحد سابع عشر ربيع الآخر» - النجوم الزاهرة ج‍ ٧ ص ٢٨٦.
(٤) زبدة الفكرة ج‍ ٩ ورقة ٩٦ أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>