للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أقطاى استقلّ أيبك بالسلطنة، وأبطل الأشرف المذكور بالكليّة، وبعث به إلى عمّاته القطبيّات (١)، والأشرف المذكور آخر من خطب له من بيت بنى أيّوب بالسلطنة فى مصر، وكان انقضاء دولتهم من الديار المصرية فى هذه السنة.

ذكر ما تجدّد للبحريّة الصالحيّة بعد موت أقطاى المذكور:

ولما شاع الخبر بموته قتيلا، وبلغ خوشداشيّته الأمر ضاق بهم الفضاء، وحاق بهم القضاء، وتحققوا أنهم متى تلبّثوا أخذوا بالنواصى والأقدام، وألحقوا به فى الإعدام، فأجمعوا أمرهم على التوجه إلى الشام، وكان منهم من الأمراء الأعيان: الأمير ركن الدين بيبرس البندقدارىّ، والأمير سيف الدين قلاوون الألفى، والأمير شمس الدين سنقر الأشقر، والأمير بدر الدين بيسرى الشمسى، والأمير سيف الدين سكز، والأمير سيف الدين برامق، وغيرهم، فرأوا الرواح خيرا من الإقامة، واتفقوا وخرجوا ليلا فوجدوا باب المدينة [٣٤٨] الذى قصدوا الخروج منه مغلقا، فأضرموا فيه نارا، وهو الباب المعروف بباب القرّاطين (٢)، وتوجّهوا على حميّة نحو البلاد الشاميّة، وقصدوا الملك الناصر يوسف صاحب دمشق وحلب وغيرهما ليكونوا عنده من جملة العساكر، ولما أصبح المعزّ بلغه تسحّبهم من المدينة، فأمر بالحوطة على أملاكهم وأموالهم ودورهم وغلالهم


(١) هن بنات الملك العادل أبى بكر بن أيوب، وأخوات إبنه الملك الكامل محمد، ويعرفن بالقطبيات نسبة إلى شقيقهن الملك المفضل قطب الدين أحمد، وكانت مساكنهن بقلعة الجبل بالقاهرة - مفرج الكروب - حوادث سنة ٦٤٨ هـ‍.
(٢) هو باب القاهرة الشرقى، وعرف بعد الحريق باسم «الباب المحروق» - المواعظ والاعتبار ج‍ ١ ص ٣٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>