للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقال: ويلك ما هذا؟ بَيِّن لي، فقال: قد خرج من بلاد الترك مقدم ومعه مائة ألف فارس يسمى [ذلدى] (١)، ومقدم آخر معه مائة ألف فارس أيضًا يسمى قنغوري، قال: فلما سمعنا بهم ركبنا إليهم بعسكر خراسان وجموعها، [فعملوا] (٢) علينا كمينًا وانكسروا قدامنا وجازوا إلى الكمين فخرجوا علينا فقتلوا منا بلا عدد، وقتل يولاي مقدم العساكر، وقتل ولدك بسطام، وانهزمت العساكر وأخذوا خراسان، وكلما تقدموا أخذوا البلاد.

فلما سمع بذلك خربندا تغيرت حواسه، وسمعت بذلك عساكره، فعلا فيهم البكاء والصراخ لأنه ما فيهم أحد إلا وله في خراسان أخ أو ابن أو قرابة، فقال خربندا: فليس هذا موضع البكاء، فاتفقوا على أنهم يرحلوا إلى بلادهم ليحموها عن أعدائهم.

[ذكر رحيل خربندا من الرحبة]

لما سمع خربندا من رسول الأُرْدو ما ذكرنا، ركب من تلك الساعة وأخذ معه قراسنقر والأفرم في عشرة آلاف فارس وعبروا الفرات، وقال لجوبان، الحقني ببقية العساكر، واحرقوا المجانيق التي نصبناها على الرحبة والزردخانة أيضًا، ولا يبيت منكم أحد ليلة غد في أرض الشام.

ولما سار خربندا وقع الصوت في العساكر، ووقعت الهجة، وأرسل جوبان إلى الأمراء الذين في النقوب يأمرهم بأن يخرجوا، وكذا أرسل وراء اليزك، ووقعت الضجة بينهم في ظلام الليل، وسمع أهل القلعة بذلك، وقالوا: ما هذه الضجة؟ فقال الأزكشي: إن صدق حزري فقد جاءهم الخبر بأن السلطان [قادم] (٣) فلذلك رحلوا، وإلا ما هذا وقت الرحيل وقد أشرفوا على أخذ القلعة.


(١) دلداي: في الأصل، والتصويب مما يلي ص ٣٧٨، ص ٣٨٠.
(٢) فيملوا: في الأصل.
(٣) إضافة لاستكمال المعنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>