للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث فى السنة الرابعة والخمسين بعد الستمائة (*)

استهلت هذه السنة، والخليفة: هو المستعصم بالله.

وصاحب الديار المصرية: السلطان الملك المعز أيبك التركمانى الصالحى.

وصاحب الديار الشامية: السلطان الملك الناصر يوسف [٣٦٣]، وكان قد أرسل فى هذه السنة كمال الدين المعروف بابن العديم الحلبى رسولا إلى الخليفة المستعصم بالله وصحبته تقدمة جليلة، وطلب خلعة من الخليفة لمخدومه.

ووصل أيضا من جهة الملك المعزّ أيبك صاحب الديار المصريّة رسول إلى الخليفة وهو شمس الدين سنقر الأقرع، من مماليك المظفّر غازى صاحب ميّافارقين، وصحبته تقدمة جليلة إلى الخليفة، وسعى فى تعطيل خلعة الناصر يوسف صاحب دمشق.

فبقى الخليفة متحيّرا، ثم أنه أحضر سكّينا كبيرة من اليشم وقال للوزير:

إعط هذه السكين لرسول صاحب الشام علامة منى فى أن له خلعة عندى فى وقت آخر، وأما فى هذا الوقت فلا يمكننى، فأخذ كمال الدين بن العديم السكين وعاد الى الملك الناصر بغير خلعة (١).

وفيها قبض المعز على الأمير علاء الدين أيدغدى العزيزى لأنه اتهمه، فأمسكه وسجنه.


(*) يوافق أولها الأحد ٣٠ يناير ١٢٥٦ م.
(١) انظر المختصر ج‍ ٣ ص ١٩١.

<<  <  ج: ص:  >  >>