للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل كان قد أشار على أهلها بأن يستأمنوا ويسلموا، فأبوا ولم يفعلوا وصبروا حتى خلصوا (١).

[ذكر بقية الحوادث]

منها: أن الملك المغيث صاحب كرك سار بعسكره والبحريّة صحبته إلى الديار المصرية، فلما وصل إلى الصالحية تسلّل إليه من كان قد كاتبه من أمراء مصر وهم عز الدين الرومى والكافورى والهواش وغيرهم، وانحازوا إليه، وخرج عسكر مصر فالتقوهم، فكانت الكسرة على المغيث وأصحابه، فانهزم طريدا وولى إلى نحو الكرك وليس معه إلا القليل من جماعته، وأما البحرية فإنهم لما انهزموا توجّهوا نحو الغور، [٤٠٠] فصادفتهم الشهرزورية (٢) وقد جاءوا جافلين من الشرق، فاجتمعوا بهم واتفقوا معهم، وتزوج الملك الظاهر منهم.

وبلغ ذلك الملك الناصر صاحب دمشق، فخاف أن تقوى شوكتهم فيقصدون الشام، ويفسدون عليه النظام، فجرد عسكره لقتالهم، فالتقوا بالأغوار، فكسروا عسكره، وخلوهم وعادوا إليه، وقد نالت منهم الكسرة، فاستشاط لذلك غضبا، وركب بنفسه، وجمع عساكره لقصدهم والإيقاع بهم، فعلموا العجز عن المقاومة فتفرقوا، فتوجه البحرية إلى الكرك ليأووا عند الملك المغيث، وتوجّهت الشهرزورية نحو الديار المصرية، فصادفوا التركمان نازلين بالعريش، فقاتلوهم


(١) انظر جامع التواريخ المجلد الثانى - الجزء الأول ص ٢٩٨ - ٢٩٩.
(٢) الشهرزورية: طائفة من الأكراد ينسبون إلى شهرزور، وهى إحدى جهات كردستان حيث توجد مدينة شهرزور، وقد فر الشهرزورية من وجه التتر إلى الشام ومصر - السلوك ج‍ ١ ص ٤١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>