للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم كتب الأمراء الكتب فى الليل إلى خشداشيتهم من الأمراء الواصلين، وعرفوهم بجميع ما جرى، وأن كرجى وطقجى قد قويت شوكتهما، وأرادا أن تكون السلطنة لطقجى والنيابة لكرجى، ووقع اتفاقنا معهما على ذلك من غير اختيار منا، وإنما أكرهانا على ذلك، وعرفوهم أن يأخذوا حذرهم، ويعملوا فى رأيهم على الأمير بدر الدين أمير سلاح، ويتقيدوا برأيه فى جميع ما يرسم به، وأنهم منتظرون ما يرى فى أمرهم وأمر الأمراء الذين بمصر، إن الأمراء المجردين إذا وصلوا إلينا يقوى أمرنا، ويشتد قلبنا.

ووقع الاتفاق أيضا من كرجى وطقجى وشاورشى والمماليك الأشرفية أن يكون كلهم يد واحدة، وتكون كلمتهم متفقة على أن تكون السلطنة لطقجى، والنيابة لكرجى، وعينوا لجماعة من حاشيتهما بإمريات وإقطاعات، واتفقوا على أن أحدا منهم لا ينزل من القلعة، ولا يلتقوا ببدر الدين أمير سلاح، ولا الأمراء المجردين الذين معه، وأن يظلوا مقيمين بالقلعة إلى حين طلوع الأمراء، ثم يتفقون عليهم، ويفعلون ما يختارونه (١).

فبقى الأمر على ذلك إلى أن وصلت [١٧٣] العساكر إلى بركة الحجاج وكان ذلك فى النصف من شهر ربيع الآخر من هذه السنة.

ذكر قدوم الامراء المجردين ومقتل طقجى (٢):

لما وصلت العساكر إلى بركة الحجاج، ودخل بعضهم المدينة، شرعت


(١) انظر أيضا السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٧.
(٢) هو طقجى أو طقجى بن عبد الله الأشرفى، الأمير سيف الدين.
وله أيضا ترجمة فى: المنهل الصافى، النجوم الزاهرة ج‍ ٨ ص ١٨٣، السلوك ج‍ ١ ص ٨٦٨، المواعظ والاعتبار ج‍ ٢ ص ٣٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>