وديوان الجيش قدامه، وهو يأمر وينهى معتقدا أن الرقاع قد خلت، وأن البياذق قد تفرزنت (١).
ولما اجتمعت آراؤهم على إحضار الملك الناصر من الكرك ليجلس فى السلطنة، لأنه صاحب البيت، وابن صاحبه، ووارث ملك أخيه وولده.
فقام كرجى بينهم يتكلم، فقال اسمعوا له، وقال: يا أمراء! أنا الذى قتلت السلطان لاجين، وأخذت ثأر أستاذى، والملك الناصر الذى فى الكرك صغير ولا يصلح أن يكون سلطانا، وما يكون سلطان إلا هذا، وأشار إلى الأمير طقجى، وأكون أنا نائبه، فأنا ما فعلت الذى فعلت إلا أن أكون أنا وهو هاهنا، والذى يقول غير هذا يقول قدّامى، فلم يقدر أحد من الأمراء أن يردّ عليه الجواب، فسكتوا عن آخرهم، وبقى كل واحد ينتظر جواب غيره، فأجاب الأمير سيف الدين كرد الحاجب وقال: يا خوند الذى فعلته أنت قد علمه الأمراء، وخاطرت بنفسك، ومهما أردت ما ثم من يخالف، وانفض هذا المجلس على أن موافقة الأمراء على ما يختاره.
وفى ذلك اليوم وقعت بطاقة الأمير بدر الدين أمير سلاح، وصحبته الأمراء المجردة، وهى من أيام لاجين، كما ذكرناه، بأنهم قد وصلوا إلى الصالحية، قصد الأمير حسام الدين الأستاذدار وكرد الحاجب إلى خدمة كرجى، وقالا له: إن الذى اخترته قد حصل، ولم يبق غير حضور هذا الرجل الكبير العقل، وهو موافق لنا فى كل ما تختاره، وانقضى الأمر على هذا.