للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفارقانى له اليد فى أحكام الفلك أكثر من برهان الدين المذكور. فقال له الفارقانى: يا خوند إن قدرت أن تؤخر الملاقاة مع العدو إلى مستهل الشهر تكون النصرة إن شاء الله لكم، وما عندى فى هذا اليوم طائل، وكان يوم الأحد. قال:

ولا يوم الإثنين ولا يوم الثلاثاء وخصوصا أن يكون يوم الأربعاء فإنه يوم لا يحمد فيه لقاء العدو. فقال له سلار: إذا - وافانا عدو نقول له، اصبروا حتى نبصر يوما جيدا نلقاكم فيه. ما هذا الفشار؟ ونهضوا من عنده مثل المطرودين.

[ذكر ما جرى فى دمشق بعد انهزام الجيش]

بتاريخ ليلة الأحد الثانى من ربيع الآخر (١) كسر المحبوسون بباب الصغير باب السجن، وخرجوا منه قريبا من مائتى راجل. فنهبوا ما قدروا عليه، وجاءوا إلى باب الجابية فكسروا أقفال الباب الجوانى وأخذوا من الباشورة ما شاءوا، وكسروا أقفال الباب البرانى وخرجوا منه على حمية، فتفرقوا حيث شاءوا، لا يقدر أحد على ردّهم ولا صدهم، وعاثت الحرافشة فى ظاهر البلد، فكسروا أبواب البساتين، وقلعوا من الأبواب والشبابيك وغير ذلك ما قدروا عليه، وباعوه بأرخص الثمن، هذا وسلطان التتار قد قصد ورود دمشق بعد الوقعة.

واجتمع أعيان البلد والشيخ تقى الدين بن تيمية (٢) فى مشهد على (٣)، واتفقوا


(١) «ربيع الأول» فى البداية والنهاية ج‍ ١٤ ص ٧، وهو تحريف، فالموقعة كانت فى ٢٨ ربيع الأول - انظر ما سبق ص ١٢ - ١٤.
(٢) هو: أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام، شيخ الإسلام تقى الدين أبو العباس، المتوفى سنة ٧٢٨ هـ‍/ ١٣٢٧ م - المنهل الصافى ج‍ ١ ص ٣٥٨ رقم ١٩٥.
(٣) «بمشهد على من الجامع الأموى» - فى السلوك ج‍ ١ ص ٨٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>