للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقع فى الوقعة، ووجد من أصناف الأسلحة والأقمشة المفتخرة والحوائص الذهب والكلوتات الزركش والأكياس من الذهب والفضة ما لا يوصف، وكذلك من السروج الزركشى والبركستوانات والقرقلات والخوذ ما عجزوا عن حمله، وأما الدواب من الخيول المسومة فكان شيئا كثيرا واقفة من مكان المصاف إلى قرب حمص، ورأى قازان من هذه الأشياء ما أذهله عن عقله، فإن الدولة كانت جديدة وأمراؤها كانوا يفتخرون بأنواع [٢٠١] الزينة، وكل منهم كان يريد أن يزيد على صاحبه بالعدد المفتخرة والأشياء الحسنة.

وكان من جملة من أسره من حمص برهان الدين المنجم، فلما أحضروه بين يدى قازان عرفه قفجق وبكتمر وقالا لقازان: هذا منجم عارف، فلما رآه قازان أحضر إليه ابن الخواجا نصير الدين الطوسى حكيم الزمان، وكان هو عند قازان حكيما ومنجما، كما كان أبوه نصير الدين عند هلاون وأمثاله، ولما قدم هلاون الشام كان الخواجا نصير الدين معه كما ذكرنا.

فقال له قازان: سل هذا المنجم كيف ما عرّف أستاذه الناصر بأمر هذه الواقعة؟ فسأله وقال له: يا حكيم كيف حكمت على صاحب مصر وعسكره أن يلاقى عدوه فى مثل يوم الأربعاء وهو آخر الأربعاوات فى السنة (١) وهو يوم نحس مستمر؟ فقال له: قد عرّفته ذلك، وعرّفت أكابر عسكره، ولم يسمعوا منى ونهرونى، ولم يلتفتوا إلى كلامى، وكان قد وقع ذلك، فإن السلطان عند نزوله حمص طلب الأمير سيف الدين سلار والأمير ركن الدين بيبرس وشمس الدين الفارقانى وطلبوا برهان الدين هذا، ثم شرع سلار يسأل من الفارقانى عن أحوالهم وكيف يكون أمرهم عند الملاقاة وأى الأيام يصلح لذلك، وكان


(١) هكذا فى الأصل، والأرجح أن يكون «فى الشهر» - انظر ما سبق ص ١٢ عن تاريخ الموقعة، ونظر باقى الفقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>