للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورأى نائب الشام أنه لا يقدر على دفع هؤلاء، وعرف أن هذا الأمر لا يتم لصدر الدين، فمشى فى طوعهم، وقال: أنا ما وليت هذا الرجل، وإنما جاب توقيعا سلطانيا، وأنا امتثلت ما رسم به، وعلّمت على توقيعه، وأنا أطالع السلطان فيه، فمهما رسم به اتبعناه، وكتب من وقته وعرّف للسلطان وللأمراء ما وقع من الأمر، وبقى صدر الدين (١) يصلى بالجامع، ولكن أكثر الناس لا يصلون وراءه، ويصلون فى الكّلاسة وغيرها إلى أن ورد الجواب أن يتبع ما يقوله القضاة وأهل الشرع، فإذا لم يختاروا صدر الدين يستقر من كان قبله، فطلب نائب الشام أكابر دمشق والقضاة، واستقر بشرف الدين الفزارى فى الإمامة والخطابة، وهرعت الناس إليه، وكان حسن الصوت، فخطب خطبة فى العزل والولاية، وكان يوما مشهودا.

ذكر ما اتفق لناصر الدين الشيخى مع الدّواوين وتوليته الوزارة:

كان ناصر الدين هذا متولى القاهرة، ثم انتقل إلى ولاية الجيزيّة، ففى ولايته على الجيزية تعاظم على الوزير وعلى المباشرين لقوة حرمته، وما كان أحد منهم يجسر عليه، وقلّ متحصل أرباب الأقلام فى أعمال الجيزة، فاتفق رأيهم مع الوزير [٣٢١] أن يثبتوا فى حقه وفى حق مماليكه أموالا سلطانية، فسعى الوزير عند نائب السلطان سلاّر فى أمره، لأنه كان يعلم أن سلار يكره ناصر الدين الشيخى، فقرّر معه أن يحضر الأمراء عند النائب، ويحضر المباشرون، ويطلبون (٢) ناصر الدين وينظرون (٣) فى أمره، فلما أصبحوا طلبوا ناصر الدين وسائر الدواوين


(١) «صدر الناس» - فى الأصل، وهو تحريف.
(٢) «ويطلبوا» فى الأصل.
(٣) «وينظروا» فى الأصل.

<<  <  ج: ص:  >  >>