للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فصل فيما وقع من الحوادث فى السّنة الثّامنة والسّبعين بعد السّتمائة (*).

استهلت هذه السّنة، وأولها يوم الأحد والخليفة هو: الحاكم بأمر الله العباسىّ.

والسلطان الملك السعيد بن الملك الظاهر بدمشق، والعساكر الذين خامروا عليه الذين كانوا بالمرج، ثم رحلوا إلى الكسوة هناك، وقد اتفق فى هذه السنة أمور عجيبة من وقوع الخلف بين الممالك كلها، قد اختلفت التتار فيما بينهم واقتتلوا، فقتل منهم خلق كثير، واختلفت الفرنج الذين فى الساحل وقتل بعضهم بعضا، وكذلك الفرنج الذين هم فى البحر اختلفوا واقتتلوا، وافتتلت قبائل الأعراب بعضهم فى بعض قتالا شديدا، وكذلك وقع [الخلف] (١) بين العشير من الحوارنة بعضهم على بعض وقامت الحرب بينهم على ساق، وهكذا وقع الخلف بين الأمراء الظاهرية كما ذكرنا فى العام الماضى (٢).

[ذكر وصول الأمراء إلى الديار المصرية]

وهم الذين خرجوا عن طاعة الملك السعيد، وصلوا إلى القاهرة فى ربيع الأول من هذه السنة، ونزلوا تحت الجبل الأحمر (٣)، فاتصل بالأمراء المقيمين فى


(*) يوافق أولها الأحد ١٤ مايو ١٢٧٩ م.
(١) [] إضافة من البداية والنهاية.
(٢) انظر البداية والنهاية ج‍ ١٣ ص ٢٨٧.
(٣) الجبل الأحمر: يطل على القاهرة من الشمال الشرقى، ويعرف باليحموم - المواعظ والإعتبار ج‍ ١ ص ١٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>